علاج 1028 مريضاً بـ 9.2 مليون ريال في النصف الأول

alarab
حوارات 01 نوفمبر 2020 , 12:15ص
حامد سليمان

د. خالد بن جبر: الميزانيات تتحكّم في افتتاح أفرع «القطرية للسرطان» بالمناطق الخارجية 
36827 ألف مستفيد من الأنشطة التوعوية والتثقيفية في 6 أشهر 
تطوير الخدمات وزيادة في عدد المستفيدين من المنصات الإلكترونية

 

تواصل الجمعية القطرية للسرطان جهودها التوعوية نحو نشر الوعي بمرض السرطان وطرق الوقاية منه، والكشف المبكر عنه، وكذلك في مجال دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، وأيضاً فيما يخص التطوير المهني والبحث العلمي، وقد اتخذت طرقاً عديدة لأجل تحقيق رؤيتها التي تصبو إليها في أن تكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره، لا سيما مع المستجدات والتداعيات التي خلفتها أزمة كورونا «كوفيد – 19»، ليس على الصعيد المحلي فحسب، وإنما على كافة الأصعدة.
وللحديث بشكل أكبر عن دور الجمعية في المجتمع القطري، ومواصلة عملها، واستهدافها جميع الفئات والشرائح، وخططها وبرامجها المستقبلية، كان لـ «العرب» هذا الحوار مع سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان، حيث كشف سعادته عن خطة الجمعية للعام المقبل 2021.
وحول أفرع الجمعية في المناطق الخارجية أكد سعادته أن الميزانيات تتحكم في توقيت افتتاح أفرع المناطق الخارجية، في حين أن صندوق دعم المرضى لم يتأثر بأي صورة بجائحة كورونا، حيث وفر الصندوق العلاج لـ 1028 مريضاً خلال النصف الأول من 2020 بتكلفة إجمالية بلغت 9205272 ريالاً.
ولفت سعادته إلى أن الجمعية استهدفت خلال النصف الأول من العام الجاري 22530 متعايشاً مع المرض، في حين استفاد 36827 شخصاً من الأنشطة التوعوية والتثقيفية خلال الفترة ذاتها.. فإلى نص الحوار..

• في البداية ما خططكم للفترة المقبلة، وكيف سيتم الاستفادة من خطة 2020 لتحقيق أهدافكم في 2021؟
تم الانتهاء من خطة 2021 التي تركز بالأساس على رسالة الجمعية، وهي التوعية بالسرطان، وطرق الكشف المبكر، ودعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، وكذلك التطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان، كما تم الأخذ بالاعتبار ظروف الوضع الراهن وأزمة «كوفيد – 19»، ومواصلة العمل على مختلف المنصات الإلكترونية والمنافذ الإعلامية المتاحة، ولدينا خطة للفترة المقبلة، ولكنها ستخضع للمتغيرات التي تفرضها الأوضاع الجديدة في مختلف المؤسسات، فنتعامل مع الأحداث يوماً بيوم بإعادة تقييم الوضع وهيكلة الكثير من الأمور، وهذا بالطبع يعني المزيد من التكلفة ويتطلب وقتاً أطول.

• نعلم جيداً أن أزمة «كورونا» تركت تداعيات كثيرة ليست على الجمعية فحسب، ولكن على جميع المستويات، هل لسعادتكم أن تخبرونا عن كيفية تدارك الجمعية هذه الأزمة؟
في السابق كان التواصل أيسر؛ لأنه يكون مباشراً، وحتى نحافظ على المستوى التعليمي والتثقيفي المعهود تطلب ذلك جهداً أكبر من كوادرنا، في البداية كان العاملون في الجمعية يداومون بنسبة 30 % بمقر «القطرية للسرطان»، أما الآن فتصل نسبة الموظفين المداومين بمقر الجمعية إلى 100 %، موزعين على ساعات اليوم، والحمد لله فبالرغم من أزمة «كورونا» وتداعياتها فإنها تركت آثاراً إيجابية على عمل الجمعية، ولم تتوقف أنشطتها وبرامجها خلال الفترة الماضية، بالعكس زادت من تطوير خدماتها وبرامجها، وزاد عدد المستفيدين من المنصات الإلكترونية، وأصبح التواصل أكثر سهولة ويسراً من خلال التحول الإلكتروني لجميع برامجنا وأنشطتنا، سواء على مستوى الحملات التوعوية والتثقيفية أو في دعم المتعايشين، وكذلك على صعيد التطوير المهني والبحث العلمي 
وهنا أحب أن أشكر جميع العاملين في الجمعية على ما بذلوه من جهد كبير خلال الشهور الماضية، وعلى التعاون الواسع في فترة تعتبر من أصعب الفترات التي مرت على العالم في العصر الحديث.

•وما جديد برامج القطرية للسرطان؟
برامج الجمعية في الفترة المقبلة تمثل تحدياً كبيراً، فالعالم لن يعود كما كان قبل «كورونا»، فيجب أن يكون الحذر دائماً، وأن نداوم على تقييم الموقف، فنجاحنا في الفترة السابقة لا يعني أن القادم سيكون سهلاً، فالبناء عليه سيكون صعباً جداً، فثمة الكثير من التحديات مثل تقديم التوعية لأكبر عدد من الأشخاص، كطلاب المدارس، أو غيرهم من الفئات، وغيرها من التحديات التي تفرض الأوضاع بعد «كورونا» ملامحها.
ومن البرامج المتميزة التي دشنتها الجمعية خلال جائحة كورونا «مجموعات دعم»، والتي تستهدف المتعايشين مع السرطان من المرضى والناجين وذويهم من مقدمي الرعاية لهم، حيث يركز هذا البرنامج على تقديم الدعم النفسي لهذه الفئة عن طريق الجلسات الحوارية عبر «الواتس آب»، أو الورش الافتراضية من خلال تشارك مجموعة من الأشخاص لديهم نفس المرض والأعراض الجانبية، من خلال جلسة حوارية بينهم، حيث يقوم بإدارتها شخص مختص ويتم التفاعل من خلال تبادل الخبرات والأفكار لتجاوز المشكلة، ومعرفة المزيد حول كيفية التعامل مع المرض والمشكلات وكيفية حلها، فضلاً عن الحصول على معلومات جديدة من الآخرين، وإيجاد الطرق المختلفة لدعم الأفراد (فردياً) والمجموعات، بالإضافة الى الاستشارات العائلية.
•التواصل مع المرضى والمتعافين أونلاين، فهل من مخطط لكم للاستمرار في دعم التوجّه نحو التقنيات الحديثة؟
كانت لنا تجربة متميزة مؤخراً، تتمثل في تواصل عدد من المتعافيات من السرطان والمرضى مع مجموعة من الاختصاصيات النفسيات، وكان مخططاً لها أن تكون 50 دقيقة إلى ساعة كحد أقصى، فامتد إلى ساعتين ونصف، واستقبلنا الكثير من الاتصالات التي تطلب زيادة عدد المستفيدين من التجربة، ومع الطريقة السهلة للتواصل إلكترونياً، نطمح للوصول لأكبر عدد من المصابات بالسرطان، خاصة سرطان الثدي الذي يعدّ من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين السيدات في قطر والعالم، لما للتجربة من ميزات عديدة، فهي توفر الوقت والجهد والنفقات، حتى من تجد أن لديها نوعاً من الخجل لطرح تجربتها، فيمكن أن تطرحها دون أن يتعرف أحد عليها من خلف شاشة الهاتف، كما وتسهّل التقنيات الحديثة الوصول للمستفيدات من المناطق الخارجية (البعيدة عن الدوحة)، ما يعني الوصول لأكبر عدد من الحالات التي تتطلب الدعم.
•فيما يتعلق بالمناطق الخارجية.. ما آخر مستجدات فروع الجمعية في هذه المناطق؟
ما زالت الميزانيات تتحكم في توقيت افتتاح هذه الأفرع، ولا شك أن ظروف السوق أثرت على هذه الخطط، خاصة أن الجمعية تعتمد على الدعم المالي من الجهات المختلفة.

•هل أثرت هذه الظروف على صندوق المرضى التابع للجمعية؟
نحمد الله.. صندوق دعم المرضى لم يتأثر بأي صورة، وفيه خير يغطي المرضى كلهم، وإن قلت الموارد المالية في الصندوق، نجد وجهاً جديداً من أوجه دعم الصندوق، ومشكلات الجمعية ربما تتعلق بالتشغيل فحسب، خاصة أن لدينا برنامجاً وميزانيات محددة، وهذا البرنامج له احتياطات للنمو، ونطمح لبرنامج ممتد يضمن استمرارية للبرامج، فليس لنا دعم واضح بحيث نقول إن لدينا ميزانية محددة وبرامج محددة، ولكن نتعامل مع المعطيات المتغيرة.
•كم بلغ عدد المستفيدين من الدعم المادي خلال النصف الأول؟
اعتباراً من 1 يناير حتى 30 يونيو الماضيين، بلغ عدد المرضى الذين تم علاجهم 1028 مريضاً، بتكلفة إجمالية 9205272 ريالاً.
•ماذا عن الدعم النفسي والمعنوي في ظل الوضع الراهن؟ 
تواصل الجمعية تقديم العديد من برامج الدعم غير الإكلينيكي للمتعايشين مع المرض، أبرزها مجموعات دعم المرضى، وبرنامج «عيالنا» ذهب للأطفال المتعايشين مع السرطان، و»ابتسامتك حياتنا» للبالغين المتعايشين مع السرطان، وبرنامج «أنا متعافي وسألهمكم بقصتي».
•وكم عدد المستفيدين من هذه البرامج؟
استهدفت الجمعية خلال النصف الأول من العام الجاري من برامج الدعم النفسي والمجتمعي ما يقرب من 22530 متعايشاً مع المرض، إلى جانب استهداف 36827 مستفيداً من الأنشطة التوعوية والتثقيفية التي تنظمها الجمعية، سواء بالشكل المباشر من محاضرات وورش، أو عبر المنافذ الإلكترونية والإعلامية، بالإضافة إلى استهداف 470 من مقدمي الرعاية الصحية، خلال برامج التطوير المهني التي تقدمها الجمعية، كما تم العمل على 18 مشروعاً وورقة عمل للأبحاث العلمية، وتنظيم 33 فعالية خاصة بالتطوير المهني في مجال السرطان، وذلك من يناير العام الجاري حتى نهاية يونيو من نفس العام. 

•هل قلّصت الجمعية أعداد العاملين فيها في ظل جائحة كورونا؟
حرصنا على ألا نقلل عدد موظفينا خلال الجائحة، خاصة مع ما أبدوه من تعاون كبير وإخلاص وعمل ووفاء للجمعية، وأفتخر بالعمل معهم جميعاً.