مواطنون لـ «البيئة»: احترموا رغباتنا في اختيار مناطق «التخييم»

alarab
تحقيقات 01 نوفمبر 2015 , 07:18ص
أمير سالم
قبيل ساعات من انطلاق موسم التخييم الذي يبدأ اليوم، كشف مواطنون عن استبعاد أعداد كبيرة من الراغبين في المشاركة بالموسم لوجود أخطاء في التسجيل الإلكتروني. وأكد مواطنون استطلعت «العرب» آراءهم أن ارتفاع أسعار تجهيزات ومعدات الموسم دفعت عددا كبيرا منهم لشراء مستلزمات التخييم من أسواق الدول المجاورة، لافتين إلى أن الأسعار في قطر ضعف ما هي عليه في أسواق دول الجوار.

انتقد مواطنون تحدثوا لـ «العرب» تجاهل المسؤولين بوزارة البيئة تخصيص مناطق لتخييم العائلات بعيدا عن مخيمات «العزاب»، مطالبين بسرعة إصدار التصاريح حتى يتمكنوا من بدء التخييم في الأماكن المخصصة لهم، لافتين في الوقت نفسه إلى أهمية احترام رغباتهم في اختيار مناطق «التخييم» وأن تراعي الوزارة هذه الرغبة مستقبلا.

ولم تمنع هذه المطالبات من تسارع الاستعدادات لموسم التخييم الجديد الذي سبقته إجراءات وضوابط حددتها وزارة البيئة لضمان الحفاظ على حياتهم أولا، وحماية البيئة من أي تجاوزات أو سلوكيات خاطئة، كما حددت إدارة الحماية بالوزارة 23 موقعا «برا وبحرا» للتخييم هذا الموسم، واستحدثت إجراءات جديدة وهي منع التقدم بطلب التخييم لمن تقل أعمارهم عن 25 عاما ومنع حصول الشخص الواحد على أكثر من تصريح.

??ضوابط للمصلحة العامة

الإجراءات الجديدة المتشددة التي وضعتها وزارة البيئة لم تغير كثيرا من عادة المواطن محمد بن ناصر السهلي الاستعداد للتخييم، موضحا أنه يحرص سنويا عل المشاركة في موسم التخييم، ويحترم كافة الضوابط حتى وإن كانت في ظاهرها التشدد لكنها تصب في المصلحة العامة وهذا جيد للجميع محبي التخييم، وحماية للبيئة من أي تجاوزات.

وقال: «أنا ملتزم بطبعي، وأرى أن الضوابط ليست تعجيزية ولا تستهدف الحد من حرية أحد» موضحا أنه وأقاربه يتابعون كافة الخطوات والإجراءات السابقة لانطلاق الموسم سنويا حتى يتم مراعاتها بما يضمن قضاء موسم هادئ بلا أي مفاجآت غير سارة.

وتابع: «بالفعل اشتريت الخيام ووفرت كافة احتياجات اللازمة للتخييم، وهي غير باهظة التكلفة لأن بعضها متوافر منذ الموسم الماضي، مرجعا ارتفاع التكاليف إلى أن البعض يقومون ببيع ما لديهم من خيام وتجهيزات فور انتهاء الموسم، ثم يقومون بإعادة الشراء مجددا قبل بدء الموسم الجديد ما يكبدهم مصروفات كبيرة ويجدون معاناة بسبب ما يطرأ من زيادة في الأسعار».

وشدد السهلي على أهمية تنفيذ حملات دورية لتحقيق الانضباط بمخيمات «العزاب» بما يضمن توفير خصوصية كاملة للمخيمين من العائلات، داعيا إلى ضرورة منع تسلل «العزاب» والوافدين إلى المخيمات، لافتا إلى حرصه الشديد على قضاء موسم التخييم لأنه يمنحه قدر من السكينة والهدوء، ومحاكاة كيف كان يعيش الأجداد، بالإضافة إلى التحلل من ضغوط الحياة اليومية المزعجة.

وقال: «إن التخييم أفضل كثيرا من السفر للاستجمام في الخارج فضلا عن أنه أقل في التكلفة ولا يحتاج إلى ترتيبات معقدة» متابعا: «يعوضني التخييم عن السفر خارج البلاد، وبحكم المشاركة الدائمة في المواسم السابقة، أري أن التخييم يوفر فرص رائعة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع في «البر» لمدة 5 أشهر تقريبا».

??تعاون لتفادي الأزمة

مبكرا جدا أنهى السيد أحمد يوسف الحمادي ترتيبات الموسم ويترقب استلام التصاريح الرسمية حتى يتمكن من قضاء أوقات هادئة في أجواء الطبيعة البكر، موضحا أن عائلته بالكامل تحرص علي التخييم لأطول فترة ممكنة للاستمتاع بالهدوء، وأحياء تراث الأجداد، ومحاكاة مظاهر حياتهم اليومية القديمة في مناطق التخييم برا وبحرا.

وأوضح الحمادي أنه قد استكمل استعدادات التخييم، وقال: «انتهيت من تغيير الخيام، وتوفير كافة التجهيزات سواء في المطبخ أو الحمامات، وأفضل الخيام عن البورت كابين، لأنها تتوافق مع البيئة، وتنسجم مع روح وطبيعة التخييم مقارنة بالبورت كابين الذي لا يختلف كثيرا عن مجالس المنازل».

أما ارتفاع تكاليف موسم التخييم إلى أرقام خيالية وصفها البعض بأنها تعادل فاتورة بناء منزل جديد، فلم تؤرق «الحمادي» الذي أوضح أنه يتعاون مع أفراد أسرته في توفير مصروفات الموسم بالكامل، وبالتالي لا تشكل المصروفات أي أعباء عليه لوجود ميزانية جماعية توفرها العائلة للموسم، ويساهم فيها كافة أفرادها، موضحا أن التكاليف المرتفعة لموسم التخييم عبء كبير على حديثي المشاركة خاصة إذا كانوا فرادى لأنهم يشترون كافة التجهيزات وهي مكلفة.

فيما يتعلق بمدى تأثير الضوابط الجديدة التي حددتها وزارة البيئة، سلبا علي حرية المخيمين خلال الموسم أوضح «الحمادي» أن هذه الإجراءات تحقق الانضباط وتمنع التجاوزات، وهي ليست مقيدة لحرية أحد علي الإطلاق، كما أنها خطوة إيجابية للغاية في خروج الموسم بأقل قدر من التجاوزات بما يضمن سلامة المخيمين والحفاظ على البيئة.

??غياب الخصوصية

سلوكيات الشباب في مخيمات «العزاب» هي المؤرق الوحيد للعائلات حسبما يرى «الحمادي»، موضحا أنه كان يجب فصل هذه المخيمات عن العائلات حتى تتوافر الخصوصية المطلوبة، خاصة أن الشباب كثيري الحركة، ويقيمون حفلات وسهرات، لا تتوافق مع الأجواء المفترض تواجدها للعائلات من الهدوء والسكينة. وفيما يتعلق بوضع مخالفي قواعد التخييم في القائمة السوداء وحرمانهم من المشاركة في التخييم لفترة، أعرب الحمادي عن تأييده كافة الإجراءات الهادفة إلى ضبط موسم التخييم، ومنع التجاوزات المضرة للبيئة والتي تمثل اعتداء على الحق العام لجموع المواطنين.

??أخطاء التسجيل

مشكلة التسجيل الإلكتروني وعدم الاستقرار على منطقة معينة للتخييم أضاعت الفرصة على كثيرين في المشاركة بالموسم الجديد، حسبما أشار السيد حمد العنزي الذي شارك بمواسم التخييم السابقة على مدار 15 عاما متصلة، موضحا أن أخطاء التسجيل حرمت كثيرين من التخييم بالموسم الجديد رغم توافر المواقع في عدة مناطق بالدولة.

وقال: «كنا نخيم سنويا في الشمال، ولكن تم تحديد منطقة سيلين هذا العام موقعا للتخييم، وهي كثيرة الضوضاء ولا تتناسب مع طبيعة التخييم وطقوسه الهادئة»، متابعا: «أنا مستعد للموسم الحالي منذ نهاية الموسم السابق لأن كافة التجهيزات متوافرة وهي لا تضيف أي أعباء مرهقة قد يتعرض لها المخيمون لأول مرة، لأنهم سيكونون مطالبين بميزانية كبيرة لتوفير التجهيزات المطلوبة من خيام، وأدوات، ومعدات ضرورية للموسم».

??إجراءات جيدة

وخلافا لما يقال عن غياب حملات التوعية بموسم التخييم وما سبقه من إجراءات تبدو متشددة في نظر البعض أوضح حمد العنزي أن كافة الإجراءات المتخذة من مسؤولي وزارة البيئة بشأن موسم التخييم، جيدة جدا لأنها تستهدف تحقيق المصلحة العامة وحماية البيئة والمخيمين معا، معربا عن تأييده الكامل لتوقيع الغرامة والحرمان لمخالفي القواعد المعلنة لكن أشار إلى مشكلة أزلية -على حد وصفه- تتمثل في غياب الدقة في تحديد إحداثيات موقع التخييم فضلا عن عدم احترام رغبة المخيمين في اختيار أماكن بعينها لقضاء الموسم.

هذه الجزئية من وجهة نظر العنزي مهمة للغاية لأن مراعاة رغبة المخيمين في اختيار موقع التخييم سوف تجعلهم يحافظون علي صداقات تكونت فيما بينهم خلال الموسم الماضية، لافتا إلى أهمية أن يكون للمخيم رأي في موقع التخييم، وأن يختار ما يراه مناسبا.

ووصف العنزي تواجد مخيمات العزاب بجوار العائلات، بالمشكلة التي تستوجب توفير مواقع خاصة للعائلات بعيدا عن الشباب، معربا عن أمله في توسعة رقعة التخييم لتشمل بعض المناطق مثل «راس مطبخ» نظرا لوجود مواقع مؤهلة لاستقبال مزيدا من راغبي التخييم.

??الشراء من الخارج

دفعت مصروفات موسم التخييم الضخمة السيد جميل بن ثامر الظفيري وأصدقاءه إلى الشراكة في مخيم واحد، موضحا أن ارتفاع أسعار مستلزمات التخييم في أسواق الدوحة، تفوق قدرات أعداد كبيرة من هواة التخييم، وأنه يتفادى ومعه كثيرين هذه المشكلة بالشراء من أسواق دول الجوار كالمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة بنصف التكلفة.

وفيما يتعلق بمشكلة تواجد مخيمات «الشباب» بجوار العائلات أوضح أن وزارة البيئة حددت قبل عامين مخيمات للشباب وأخرى للعائلات، لكن الطرفين لا يلتزمان، فترى عائلة تخيم في منطقة الشباب، وتحاول تقييد حركتهم رغم وجودها في غير مكانها المخصص، وبالمقابل ترى شبابا عزابا يخيمون في منطقة العائلات ويمارسون طقوسهم المزعجة.

الدوريات الأمنية تمارس دورها بكفاءة في توفير أجواء مواتية للتخييم وسط حالة من التقدير لما تقوم به من جهود، لكنها حسب -الظفيري- تأخذ وقتا طويلا بعض الشيء ما يؤدي إلى تعطيل حركة الدخول والخروج من المخيمات، واصفا إجراءات وزارة البيئة لموسم التخييم الجديد بأنها إيجابية للغاية، وتصب في مصلحة الجميع، وتضمن الحفاظ علي البيئة، موضحا أن من يخطئ يستحق العقوبة سواء بالتغريم أو الوضع في القائمة السوداء.

?? مراجعة الأسعار

مراجعة الاشتراطات المتعلقة بمواصفات وأسعار الخيام والتجهيزات المطلوبة، خطوة مهمة حسبما أكد السيد ناصر الشهراني، موضحا أهمية توافر كافة التجهيزات بأسعار تنافسية، خاصة أن التخييم ينعكس إيجابيا علي حالة الشارع، وجهات الخدمات، وأماكن تجمعات القطريين، الذين يفضلون التخييم في البر، أو البحر، في نهاية الأسبوع.

وقال الشهراني إن معدل الإنفاق بموسم التخييم مرتفع للغاية وفقا لشروط وزارة البيئة التي تلزم المخيم بتوفير 3 خيام منفصلة، واحدة للمجلس، وثانية لأعمال الطبخ وتجهيز الطعام.

أسعار مرتفعة

قبل انطلاق الموسم بفترة، انتهى السيد حسن بهزاد من شراء كافة التجهيزات وتشمل الخيام و «سور العنة» و «السناح»، والبورت كابين، وخيمة العامل، والمجلس، وملعب الكرة الطائرة، موضحا أن فاتورة الموسم الجديد ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية، لكنه أعرب عن أمله في تفعيل القانون لردع من يقومون بالتخييم قبل الحصول على الترخيص.

انطلاق الموسم

وكانت وزارة البيئة قد أعلنت مؤخرا عن انطلاق موسم التخييم أول نوفمبر المقبل حتى 31 مارس 2016، وحددت أماكن التسجيل، وهي بوحدات البيئة في الدوحة، وأم صلال، والريان، والشمال، وعبر الموقع الإلكتروني للوزارة.

وجهزت إدارة الحماية بالوزارة 23 موقعا (بري، وبحري)، للتخييم هذا الموسم بعد تجزئة بعض المواقع، لافتة إلى وضع مخالفي قوانين البيئة في القائمة السوداء، حال قيامهم تجريف التربة، أو قطع الأشجار، أو مخالفة الأعراف، أو استخدام مكبرات الصوت، واستغلال المخيم في غير أغراضه المخصصة.

كما استحدثت الوزارة شروطا جديدة بموسم التخييم الجديد وهي ألا يقل عمر المتقدم بطلب للتخييم عن 25 عاما، وأن يحصل صاحب المخيم على تصريح واحد فقط، كما حددت 30 نوفمبر المقبل موعدا نهائيا لدفع 10 آلاف ريال قيمة مبلغ التأمين لكل طلب.

وشددت الوزارة على ضرورة الالتزام بأحكام القوانين النافذة في الدولة خاصة القوانين البيئية والمحافظة على النظافة العامة وعدم الإضرار بالبيئة النباتية في حرم المخيم وهي 50 مترا من كل اتجاه من أهم شروط التخييم، بالإضافة إلى أن يكون المخيم مأهولا وغير مهمل.

??قائمة سوداء.. ودور توعوي

وأعلنت الوزارة وضع 58 مخالفا في القائمة السوداء، ومنعهم من موسم التخييم الجديد، ويشرف مفتشي الوحدات البرية والبحرية بالوزارة على مواقع المخيمات ورصد المخالفات وتوعية المخيمين بالمحافظة على بيئة المخيمات والمناطق المجاورة.

وقد قام مركز أصدقاء البيئة بدور توعوي واضح مؤخرا لدعم موسم التخييم من خلال التوجيهات والإرشادات والمحاضرات الهادفة للحفاظ علي السلامة البيئية وفقا للدكتور سيف الحجري رئيس مجلس إدارة المركز الذي أكد «العرب» في وقت سابق، أن الإجراءات الجديدة المحددة لضوابط التخييم جاءت نتيجة التعامل الإيجابي مع الموسم لخروجه بأفضل صورة ممكنة، وبأقل قدر من الخسائر أو التجاوزات، لافتا إلى أن المركز نفذ حملات توعوية، وندوات بالخيمة الخضراء لتوضيح أهمية وكيفية وفوائد التخييم، وكافة الجوانب المتعلقة مثل الموقع المثالي للخيام، وأجهزة الطاقة داخل المخيم، ويقوم بهذه الحملات خبراء البيئة.

وأشاد الحجري بجهود وزارة البيئة مؤخرا في إنجاح موسم التخييم الجديد موضحا أن الوزارة تبذل جهودها اليومية لتحديد المسارات والطرق المؤدية إلى مناطق التخييم، وترقيم المخيمات، ونقل المخلفات بطريقة آمنه لا تسبب إضرارا بالبيئة.