فقهاء لـ «العرب»: إلغاء التباعد في الصلوات مؤشر على نجاح جهود كبح الوباء

alarab
محليات 01 أكتوبر 2021 , 12:15ص
حامد سليمان

د. سلطان الهاشمي: مؤشر على تراجع الوباء في بلادنا الحبيبة
عبدالعزيز بن عبدالله: نشكر المسؤولين عن اتخاذ القرار
عبدالله السادة: يجب المحافظة على جهود مواجهة الفيروس
جاسم بن محمد: نتائج إيجابية ملحوظة نظراً لإتقان العمل 

ثمن عدد من العلماء والفقهاء إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن تخفيف الإجراءات الاحترازية في مساجد الدولة، تماشيا مع خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء مكافحة انتشار فيروس كورونا «كوفيد - 19» والعمل على استعادة الحياة الطبيعية، ذلك بدءاً من الأحد القادم.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ «العرب» إلى أن قرار الوزارة بإلغاء التباعد في صلوات الفروض والجمعة، وإبقاء مسافة تباعد (1) متر لكل مصل أثناء خطبة الجمعة، وفتح دورات المياه والمتوضأ في المناطق غير المزدحمة، يعد مؤشرا على تراجع الوباء في قطر، ونجاح جهود مكافحته، كما يعيد المساجد لما كانت عليه من العمران واستقبال أكبر عدد من المصلين.


قال فضيلة الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي العميد لكلية الشريعة بجامعة قطر: أفتينا من قبل بأن حفظ الأنفس مُقدم على تراص الصفوف في الصلوات المختلفة، بل وإننا قبل عام ونصف العام، وتحديداً في شهر مارس 2020، أكدنا على صحة القرار الصادر بمنع صلوات الجماعة، واغلاق المساجد، لأن صحة الجميع مقدمة على صلوات الجميع، فديننا دين الإنسانية، وأينما كان صالح الإنسان، يكون انحياز علماء الشريعة، وتنحاز الشريعة الإسلامية.
وأضاف: سررنا بقرار الوزارة بالعودة إلى تراص الصفوف في الصلوات، فهو مؤشر في المقام الأول على تراجع الوباء في بلادنا الحبيبة، وثانياً يعيد المساجد لما كانت عليه من العمران واستقبال أكبر عدد من المصلين، وهو مشهد طالما دعونا الله أن نراه عاجلاً غير آجل.


عودة الحياة لطبيعتها 
وقال سعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني الأستاذ بكلية الشريعة- جامعة قطر: قال النبي عليه الصلاة والسلام: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاَةِ». متفق عليه.
وأضاف فضيلته: قد فهم الصحابة أن الأمر بتسوية الصفوف يقتضي التراص فيها، قال النعمان بن بشير كما في صحيح البخاري: «رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنَّا يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ»، وقال أنس بن مالك كما في صحيح البخاري أيضا: «وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ، وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ».
وتابع: نشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الصحة العامة وكافة المعنيين على اتخاذ هذا القرار في الوقت المناسب، خاصةً مع ما نشهده من تراجع في الإصابات بفيروس كورونا بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم جهود العاملين في الكثير من القطاعات، والتزام كل من يعيش على أرض قطر بالإجراءات الاحترازية، وهو التزام نأمل أن يستمر لتصل قطر إلى مستويات أقل في الإصابات، وتعود الحياة لطبيعتها بمشيئة الله تعالى.


نتائج إيجابية لمكافحة الجائحة 
ذكر فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم السادة خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، قول النبي ﷺ: «لا يشكرُ الله من لا يشكر الناس» نزف إلى وزارتي الصحة والأوقاف أسمى عبارات الشكر على جهودهما المبذولة والملحوظة في مواجهة هذه الجائحة كوفيد 19، والتي آتت أكلها، وظهرت نتائجها بفضل الله، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. وأضاف: على كافة المصلين المحافظة على ما وصلت له الدولة من مرحلة مهمة في مواجهة الفيروس، محذراً من أن الكثير من الدول عادت فيها الإصابات للتزايد بسبب إهمال البعض للتعليمات التي تصدر من الجهات المعنية، فيصدق فيهم قول ربنا سبحانه وتعالى: «كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا».
وأكد السادة ضرورة عدم حضور أي شخص يشعر بأعراض تشابه أعراض كورونا إلى المساجد، مشيراً إلى أن مواصلة الالتزام في هذه المرحلة يحفظ ما تحقق من انجاز كبير بجهود عظيمة من كافة العاملين في القطاع الصحي.


الضرورات تبيح المحظورات 
قال فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر رئيس لجنة البحوث والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع قطر: نزف إلى الأخوة القائمين على وزارتي الصحة والأوقاف أسمى عبارات الشكر على جهودهم المبذولة والملحوظة في مواجهة الجائحة خصوصاً، والتي آتت أكلها، وظهرت نتائجها بفضل الله، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. وأكد فضيلته أن الفتوى بجواز التباعد في الصفوف في الصلاة بسبب انتشار وباء كورونا (كوفيد - 19) خوفاً على النفس دعت إليه ضرورة الوقت، حفاظًا على النفوس، ورفعاً للحرج؛ إذ المشقة تجلب التيسير، والضرورات تبيح المحظورات، والله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
وأضاف: لكن لما بدت معالم الانفراج، وارتفع عذر الخوف من انتشار عدوى المرض، ارتفعت الضرورة التي من أجلها كان التباعد في الصلاة جائزاً، والقاعدة الفقهية تقول: «ما جاز لعذر بطل بزواله»، فإذا ثبت زوال العذر في الأماكن الأخرى غير المساجد بطل القول بالتباعد في المساجد أثناء الصلاة، لاسيما وقد تلقى أغلب الناس اللقاح بجرعتيه.
وتابع الشيخ جاسم بن محمد: لأن الرجوع إلى الحكم الأصلي وهو استواء الصفوف وسد الخلل واجب لارتفاع العذر، وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ للِشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ» رواه أبو داود بإسناد صحيح.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعلنت مساء أول أمس عن تخفيف الإجراءات الاحترازية في مساجد الدولة، تماشيا مع خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء مكافحة انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»والعمل على استعادة الحياة الطبيعية، وذلك بدءاً من بعد غد الأحد.
وقررت الوزارة إلغاء التباعد في صلوات الفروض والجمعة، وإبقاء مسافة تباعد (1) متر لكل مصل أثناء خطبة الجمعة، وفتح دورات المياه والمتوضأ في المناطق غير المزدحمة.
وأهابت الوزارة بمرتادي المساجد الكرام، ضرورة الالتزام والتقيد بالضوابط والإجراءات الاحترازية، حرصاً على سلامة المصلّين وأفراد المجتمع، وهي إبراز تطبيق احتراز للمنظمين قبل دخول المسجد، وإحضار كل شخص سجادة الصلاة الخاصة به، ومراعاة ارتداء الكمامة.