عميد كلية علوم الرياضة بجامعة قطر نسعى لتعزيز مكانة الرياضة في قطر عبر برامج تجمع المعرفة النظرية والتطبيق العملي

alarab
محليات 01 سبتمبر 2025 , 05:05م
قنا

استقبلت كلية علوم الرياضة بجامعة قطر أولى دفعاتها من البنين والبنات، وذلك منذ الإعلان عن إطلاقها وتأسيسها في مارس 2024، في خطوة تمثل إنجازا جديدا يعكس التزام دولة قطر بتطوير التعليم والبحث الرياضي، ودعم رؤيتها الوطنية 2030 نحو مجتمع أكثر صحة ونشاطا.

 وخلال فصل الخريف 2025، تقدم للالتحاق بالكلية 210 طالب وطالبة، تم قبول 103 منهم، غالبيتهم من القطريين بنسبة تصل إلى 80 بالمائة، بواقع 54 طالبة و49 طالبا، وهو ما يعكس ثقة المجتمع بأهمية البرامج التي تقدمها الكلية.

وبهذه المناسبة قال الدكتور خالد وليد البيبي عميد كلية علوم الرياضة بجامعة قطر في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": إن الكلية تدعم من خلال برامجها الأكاديمية ومدتها 4 سنوات، ركيزتي التنمية البشرية والاجتماعية في رؤية قطر الوطنية 2030، وتحرص على أن تبقى مرنة وسباقة في الاستجابة لاحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، وكذلك للتطورات المتسارعة في علوم الرياضة عالميا، بما يضمن تقديم برامج نوعية تواكب أفضل الممارسات والمعايير الأكاديمية الدولية، فضلا عن كون تأسيسها يعد في حد ذاته تعزيزا لإرث كأس العالم "FIFA قطر 2022 " حيث لم تكن هذه البطولة مجرد حدث رياضي عابر، بل نقطة تحول تاريخية في مسيرة الرياضة القطرية.

وأكد أن تأسيس الكلية جاء لتلبية الحاجة الوطنية إلى كوادر مؤهلة في مجالي الإدارة الرياضية والتدريب الرياضي، مبينا أن دولة قطر تستثمر اليوم في الرياضة ليس فقط لتنظيم الفعاليات والرفع من الأداء الرياضي في الرياضة التنافسية أو كقطار استثماري، بل كوسيلة لتشجيع النشاط البدني والرياضة للجميع.

وحول الدوافع وراء إنشاء كلية علوم الرياضة في جامعة قطر، والرسالة التي تسعى لتحقيقها، قال "رسالتنا هي إعداد قادة المستقبل في مجالات التنظيم، والتسويق، والحوكمة، والتدريب، والتطوير الرياضي، عبر برامج أكاديمية متقدمة "120 ساعة معتمدة" تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.

ونوه الدكتور البيبي إلى أن الكلية تدعم ركيزتي التنمية البشرية والاجتماعية في رؤية 2030 عبر الإدارة الرياضية من خلال تأهيل كوادر قادرة على إدارة المنشآت، وتنظيم الفعاليات، والتسويق الرياضي والرياضة والتنمية، وكذا من خلال التدريب الرياضي بإعداد مدربين يقودون برامج النشاط البدني المجتمعي، ويطورون الرياضيين النخبة، علاوة على تركيزها على قيم النزاهة، والابتكار، والمسؤولية الاجتماعية كأساس في كل برامجها، وهو ما يعزز مكانة الرياضة كقطاع استراتيجي في دولة قطر.

وحول أبرز التخصصات أو البرامج الأكاديمية التي تقدمها الكلية للطلبة، أوضح أنها تقدم شهادة البكالوريوس في كل من الإدارة الرياضية والتدريب الرياضي، بواقع 120 ساعة لكل منهما، وتطرح في هذا الصدد أربعة تخصصات فرعية تتعلق بكليهما، وتشمل فيما يعنى بالإدارة الرياضية، إدارة الفعاليات والمنشآت الرياضية، والتسويق الرياضي، بالإضافة إلى التدريب لذوي الاحتياجات الخاصة، والتدريب وفق معايير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "UEFA"، وذلك فيما يخص التدريب الرياضي· 

 وأشار إلى أن برامج الكلية لا تقتصر على الدراسة النظرية فقط، بل يطبق الطلبة ما تعلموه من خلال التدريب الميداني في مؤسسات رياضية، بالإضافة إلى دراسة حالات مثل إدارة المرافق الكبرى، والتسويق الرياضي، والاقتصاد الرياضي، والرياضة والعلاقات الدولية، وفي مجال التدريب الرياضي، يطبق الطلبة العلوم النظرية عمليا في مختبرات الأداء الرياضي، حيث يتدربون على تصميم برامج القوة والتكييف، ودراسة فسيولوجيا التمارين، وإدارة الإصابات الرياضية، والتحليل الحركي، بالإضافة إلى التدريب العملي مع الأندية الرياضية.

وأكد الدكتور البيبي أن إنشاء الكلية يأتي في إطار تعزيز إرث بطولة كأس العالم "FIFA قطر 2022"، منوها إلى أن المونديال لم يكن مجرد حدث رياضي عابر، بل شكل نقطة تحول تاريخية في مسيرة الرياضة القطرية.

وأضاف أن الكلية تعد أحد أبرز مشاريع الإرث، حيث توفر إطارا أكاديميا ومؤسسيا يضمن أن الخبرات والبنية التحتية والمعرفة التي تراكمت خلال البطولة لن تقتصر على تلك اللحظة، بل تتحول إلى قاعدة لبناء مستقبل الرياضة في قطر.

وأوضح في السياق ذاته أن الكلية تعمل على تحويل الإرث الرياضي إلى مشروع مستدام تقوده كوادر وطنية مؤهلة أكاديميا وعمليا، بما يسهم في إدارة الملاعب والمنشآت الرياضية العالمية التي خلفها المونديال، وتطوير البرامج التدريبية للرياضيين النخبة، فضلا عن تعزيز مفهوم "الرياضة للجميع" كخيار استراتيجي لنمط حياة صحي ونشط.

وشدد الدكتور البيبي على أن كلية علوم الرياضة تسهم في تصدير تجربة قطر للعالم عبر البحث العلمي والشراكات الدولية، لتحويل إرث كأس العالم إلى منصة لإنتاج المعرفة وتطوير الكفاءات في علوم الرياضة، بحيث يصبح إرث المونديال ليس مجرد ذكرى رياضية، بل رافعة تعليمية ومجتمعية واقتصادية مستمرة لأجيال قادمة.

وتحدث الدكتور خالد وليد البيبي عميد كلية علوم الرياضة في جامعة قطر في حواره مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" عن خطط الكلية لإطلاق برامج دراسات عليا وبرامج أكاديمية جديدة، بما يتماشى مع استراتيجية الجامعة، وبالشراكة مع مكاتب الشؤون الأكاديمية وضمان الجودة والاعتماد.

وأشار إلى حرص الكلية على المرونة والاستباقية في الاستجابة لاحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، وكذلك للتطورات المتسارعة في علوم الرياضة عالميا، بما يضمن تقديم برامج نوعية تواكب أفضل الممارسات والمعايير الأكاديمية الدولية، معتبرا تصنيف الكلية الأعلى في المنطقة العربية دليلا على جودة أساتذتها وأبحاثها التعليمية.

كما تطرق للتعاون البحثي للكلية مع كليات جامعة قطر ومؤسسات رياضية وطنية، ومع وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية القطرية، إلى جانب المؤسسات الأكاديمية والبحثية محلية ودولية لتطوير استراتيجية قائمة على بيانات علمية للتصدي للخمول البدني وتأثيره على الصحة العامة.

وحول الفرص الوظيفية المتاحة للخريجين، أوضح أن خريجي الإدارة الرياضية تتاح لهم فرص في إدارة الأندية، والاتحادات، والمنشآت، والتسويق والرعاية، والعلاقات الدولية الرياضية، والرياضة والتنمية، بينما الفرص المتاحة أمام خريجي التدريب الرياضي تشمل التدريب التنافسي والمجتمعي، والتكييف البدني، والتحليل الحركي، وبرامج النشاط البدني المختلفة.

وأضاف أن تحديد وتنظيم الفرص المهنية تم بالتشاور مع الشركاء على مدى عامين، وأن التعاون سيستمر لتوفير فرص تدريبية ومهنية قبل وبعد التخرج، مع تشجيع الطلاب على الاستفادة من البرامج التدريبية والتطوعية التي يوفرها مكتب شؤون الطلاب.

وأشار إلى دعم الكلية للطلبة الموهوبين رياضيا من خلال جداول مرنة، ومرافق تدريب عالية المستوى، ودعم أكاديمي، مما يمكنهم من تطوير مسارهم الرياضي والحصول على خبرة عملية وإدارية، مع توفير منح دراسية تنافسية لجذب الرياضيين المتميزين. وأوضح أن كون الطالب رياضيا موهوبا ليس شرطا أساسيا للالتحاق بالكلية، إلا أن الكلية توفر بيئة متكاملة للطلبة الراغبين في الجمع بين التعليم والتفوق الرياضي.

وعن الرياضة النسائية، أكد الدكتور البيبي أن الكلية تشكل منصة رائدة لدعم وتطوير الرياضة النسائية في قطر، حيث يفوق عدد الطالبات المتقدمات للالتحاق بها عدد الطلاب الذكور، وتعكف على إعداد متخصصات يمتلكن الكفاءات العلمية والعملية لتدريب الفتيات والنساء في المجالات التنافسية والنشاط البدني، وتمكين خريجاتها لتولي أدوار قيادية في الإدارة، والتسويق، والإعلام الرياضي.

وتستعد الكلية خلال السنوات الخمس المقبلة لتعزيز التخصصات الرئيسية والفرعية، وتطوير برامج الدراسات العليا، واستقطاب الطلاب والأكاديميين والباحثين على أعلى مستوى، وتعزيز الإنتاج البحثي، وتحويل نتائج الأبحاث إلى حلول عملية في الرياضة النخبوية والعامة، إضافة إلى تنظيم مشاريع تخرج وبحوث تطبيقية مشتركة. كما تعمل الكلية على تحقيق الاعتمادات الدولية في علوم الرياضة، وتحسين ترتيبها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبناء شراكات مع الأندية والمؤسسات المحلية والدولية، واستضافة المؤتمرات العلمية، حيث كشفت عن تنظيم المؤتمر الدولي للجمعية الدولية للميكانيكا الحيوية بالشراكة مع جامعة حمد بن خليفة وأكاديمية التفوق الرياضي "أسباير" في نوفمبر القادم.