

علي الحيدري: من تضييع الأمانة اختيار «غير الكفء»
جاسم الجابر: الشورى أصل من أصول النظام الإسلامي
تزامنا مع إعلان الكشوف الأولية للمرشحين لانتخابات مجلس الشورى أمس، دعا مواطنون ورجال دين إلى استشعار قيمة الأمانة والوعي التام والمسؤولية عند اختيار المرشح.
وأكدوا لـ «العرب» على ضرورة مراعاة الأصلح والأكفأ، وجعل الأمانة والكفاءة المعيار الأهم، في المفاضلة بين المرشحين، منوهين برفع الوعي العام وتعزيز المشاركة الشعبية في العلمية الإنتخابية المقررة إدارة شؤون الوطن.
وأوضحوا أن التصويت بمثابة وكالة عامة كأنك تعطي المرشح توكيلا كما يرى بعض أهل العلم، وأجمعوا على ان إسناد الأمور إلى أهلها أمانةٌ وهي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأنه ليس من الحكمة أن يتولى زمام الأمور غير الأكفاء على حساب الأشخاص الفضلاء والمؤهلين على ناصية الحياة، وأضافوا أنه عندما يتوفر أمام الناخبين أكثر من خيار فينبغي أن يختاروا المرشح الأفضل، والذي سيكون معينا للحكومة والشعب حتى يساهم في رفعة هذا الشعب وهذا الوطن.

القوة والأمانة
وقال فضيلة الشيخ علي الحيدري: إننا على أبواب إجراء انتخابات حيوية لاختيار أعضاء مجلس الشورى والذين ينتظر الناس من الأعضاء الفائزين الكثير والكثير، وهناك أسس وقواعد يجب على كل ناخبٍ أن يبني عليها اختياره لمرشحه في هذا المنصب.
وأضاف فضيلته أن الله عز وجل بعث جبريل – عليه السلام- في أكبر مهمة أُرسل بها رسول، وبأعظم رسالة حملها رسول، وهي النزول بكلام الله تعالى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأجل هذا فإنَّ الله اختار لهذه المهمة (القوي الأمين)، كما قال تعالى (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) [التكوير]، وفي قصة موسى عليه السلام، قالت الفتاة لأبيها عندما رأت تلك الصفتين متوفرتين في نبي الله موسى عليه السلام (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ] ((26) القصص.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في السياسة الشرعية «فإنَّ الولاية لها ركنان: القوة والأمانة».
حمل المسؤولية
وأوضح أن القوة المقصود بها هي القدرة على أداء المهمة الموكلة إليه، وتحمُّل المسؤوليةِ دونَ الإخلال بالواجبات المطلوبة. والأمانة المقصود بها: خشية الله تعالى، والمحافظة على أخلاقيات العمل ورعاية مصالحه، وعدم التقصير أو التفريط في الحقوق.
ونوه فضيلته بأن القوة والأمانة هي التي حملت يوسف –عليه السلام- على أن يعرِّض نفسه لتحمل المسؤولية في وقت الشدة، كما قال تعالى (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55 يوسف)، مشيرا إلى أن من تضييع الأمانة اختيار غير الكفء، فقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الساعة: «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (رواه البخاري).
ودعا الناخبين إلى جعل القوة والأمانة أصل اختيار المرشحين وليس العلاقة الشخصية أو القرابة العائلية. وأكد ان التسجيل في قيد الناخبين يعني إثبات وجودٍ، والمشاركة في اختيار المرشح المناسب له المكانة العالية التي تعود على هذا الوطن – الذي يستحق منا الكثير - بالخير والبركة، فالرأي أمانة ومسؤولية، «فإذا رشَّحت فإنَّما أنت وكيل عن المجتمع كله، ونائب عنه في الاختيار والترشيح، فاتق الله في اختيارك، وراقب ربك في ترشيحيك فقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم قال: (المستشار مؤتمن)».

صوت الناخب
من جانبه قال فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن صوت الناخب شهادة - كما يرى بعض الفقهاء - لذلك يجب أن يرشح من تتوفر فيه الأهلية المطلوبة، لأن الشهادة لمن لا يستحق المنصب تعد شهادة زور.
وأوضح فضيلته أن التصويت بمثابة وكالة عامة كأنك تعطي المرشح توكيلا كما يرى بعض أهل العلم، لافتا الى ان إسناد الأمور إلى أهلها أمانةٌ وهي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وليس من الحكمة أن يتولى زمام الأمور غير الأكفاء على حساب الأشخاص الفضلاء والمؤهلين على ناصية الحياة، وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (رواه البخاري).
السيرة العلمية
وأكد فضيلته ان الإنسان ينبغي أن يضع دائماً نصب عينيه أن الله سبحانه وتعالى رقيبا ومطلعا عليه، ثم ينبغي ان يكون الكلام موافقا للعمل، داعيا الناخب إلى تقديم المصلحة العامة على المصالح الآنية في اختيار المرشح، إلى جانب ما ينبغي عليه من معرفة السيرة العلمية للمرشح وانجازاته واسهاماته ورؤيته للقضايا الوطنية والمجتمعية المرشحة لتصدر جدول أعمال المجلس.
وذكر فضيلته أنه عندما يتوفر أمامي أكثر من خيار فينبغي أن أختار المرشح الأفضل.
وأشار إلى أن من رأى من نفسه العلم وتحمل الأمانة ولديه القدرة فسيكون معينا للحكومة والشعب حتى يساهم في رفعة هذا الشعب وهذا الوطن الى مصاف الدول المتقدمة بإذن الله عز وجل، ولفت إلى ما قاله سيدنا يوسف عليه السلام لعزيز مصر: «اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم».. لِما علم من نفسه القدرة وحفظ الأمانة المقرونة بالعلم.. وهي الصفات التي أعطته الأهلية تولى خزانة بيت المال.
حصانة الأعضاء
1- لا يجوز في غير حالات التلبس القبض على العضو أو حبسه أو تفتيشه أو استجوابه إلا بإذن سابق من المجلس، وإذا لم يصدر المجلس قراره في طلب الإذن خلال شهر من تاريخ وصول الطلب إليه اعتبر ذلك بمثابة إذن، ويصدر الإذن من الرئيس في غير أدوار الانعقاد.
2- في حال التلبس يجب إخطار المجلس بما اتخذ من إجراءات في حق العضو المخالف، وفي غير دور انعقاد المجلس يتعين أن يتم ذلك الإخطار عند أول انعقاد لاحق له.
الاحتفاظ بالوظيفة
إذا كان العضو عند انتخابه أو تعيينه من العاملين بالوزارات أو الأجهزة الحكومية الأخرى أو الهيئات أو المؤسسات العامة يتفرغ لعضوية المجلس، ويحتفظ له بوظيفته وتحسب مدة عضويته في الأقدمية أو المعاش أو المكافأة، بحسب الأحوال، ولا يجوز أثناء مدة العضوية أن تتقرر له أي معاملة أو ميزة خاصة في وظيفته أو جهة عمله.
ويتقاضى العضو، في هذه الحالة، مكافأة من المجلس تعادل راتبه الذي كان يتقاضاه من جهة عمله، وكل ما كان يحصل عليه يوم اكتسابه العضوية من بدلات أو غيرها أو المكافأة المنصوص عليها في هذا القانون، أيهما أفضل، وذلك طوال مدة عضويته.
الإعفاء من بعض الأوضاع الوظيفية:
لا يخضع العضو من العاملين بالوزارات أو الأجهزة الحكومية الأخرى أو الهيئات أو المؤسسات العامة لنظام تقارير تقييم الأداء السنوية في جهة عمله، وتجب ترقيته بالأقدمية عند حلول دوره فيها، أو إذا ترقى بالاختيار من يليه في الأقدمية.
كما لا يجوز اتخاذ أي إجراءات تأديبية ضده بسبب أعمال وظيفته، أو إنهاء خدمته، إلا بعد موافقة المجلس، وطبقًا للإجراءات التي تبينها اللائحة.