

أعاني من الوحدة والتردد والعيش في الحياة بدون هدف، لا توجد لدي شخصية سواء في الدوام أو في البيت، بدأت أتملل من روتين الحياة الممل والكئيب، يدعوني الناس دائما بـ (البلشتي)! أريد أن أصبح شيئاً مميزا لكن لا استطيع! ما الحل؟. أخوكم: مصطفى.
الإجابة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل مصطفى حفظك الله ورعاك، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، وأشكرك على تواصلك معنا.
إذا كنت تريد أن تصنع الأمل، فلابد أن تُحدد هدفك في هذه الحياة، وهي أهم خطوة على الإطلاق لأن تحديد الهدف هو الذي يرسم مسار حياة الإنسان، ومهما بذلت من جهدٍ وتعبٍ ونصبٍ فإنك لن تُحقق شيئاً ما لم يكن قد حددت هدفك بدقة، إذاً:
- الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها هي: أن تكتب هدفك أولاً.
-الخطوة الثانية هي: إتقانُ التخطيط، ولا يمكن أن تُحقق هدفك بدون تخطيط، وهذه سنَّةُ الله تعالى في خلقه، والتي تسري على كل الأهداف، سواءً كانت صغيرة أم كبيرة.
- الخطوة الثالثة: أن تكون إنسانا إيجابيا، فقد تجد بعض الأشخاص يضعون أهدافهم ويخططون لها، ولكن لا ينطلقون لتنفيذها لأنهم يُعانون من قيد السلبية والتشاؤم، وهذا سيشل فاعليتهم، ويعجزهم عن التقدم نحو تحقيق الأهداف وتحقيق الأمل، وما أحلى أن تكون نظرتك لكل الأمور إيجابية.
- الخطوة الرابعة: لابد أن تكتسب المهارات والقدرات، ولا تقل: إنني لا أستطيع فأنت لديك قابلية عالية في تعلم المهارات والقدرات، وتستطيع أن تكتسبها من الآخرين، وحضور دورات في تنمية الذات، والمشاركة في العمل الجماعي، ولا يمكن للإنسان أن يُحقِّق أكبر قدرٍ من الفاعلية إلا بإتقانه فن الجماعية، ومهارة التعاون الخلاَّق مع الآخرين.
وتتمثَّل هذه القدرات في ما يلي:
- مهارات إدارة الذات، مثل: إدارة الوقت، واتخاذ القرار.
- مهارات في الاتصال وبناء العلاقات.
- مهارات في إدارة العقل، مثل: التفكير، والذكاء، والتركيز.
- مهارات في إدارة العمل، مثل: التفاوض.
- مهارات نفسية، مثل: بناء الثقة بالنفس.
حاول أيضاً أن تُمارس تمرين الاسترخاء، حيث إنه يخفِّف عنك وطأة التفكير واضطراب الأنا، وتمارين الاسترخاء تُساعدكِ في التّغلب على القلق والتوتر: فاستلق في مكانٍ هادئٍ، وتأمل في شيءٍ جميل، ولا مانع أن تستمع لشيءٍ من القرآن من المسجل بصوتٍ مُنخفض، ثم بعد ذلك قم بغمض العينين، وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك خذ شهيقاً عميقاً عن طريق الأنف، ولابد أن يكون ببطء، وعملية الشهيق بالطبع هي إدخال الهواء بقوةٍ وبطء، ثم بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدةٍ قليلة، ثم بعد ذلك تأتي عملية إخراج الهواء وهي الزفير، ويجب أن يكون أيضًا بالقوة والبطء التي حدث بها الشهيق، وكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم، فهو يعتبرُ من التمارين الجيدة والمفيدة والتي تقوي النفس، كما أنها تزيل من الطاقات النفسية غير المرغوبة.
ممارسة التمارين الرياضية وبانتظام، فهذا يُخفف عنك التوتر والقلق الذي تعيشه.
أما بالنسبة لعلاقتك مع الآخرين، وانصرافهم عنك؛ فلا أريدك أن تعيش حياة تذمر، وتلوم نفسك أو أصدقاءك بأنهم السبب؛ لأنك بهذه الطريقة لن تُنجز شيئاً، ولن تكون فعَّالا في الحياة، فالذي يتذمَّر لا يتقدم، وهناك مهارات كثيرة للنجاح في العلاقات مع الآخرين، ولكن أساس النجاح في العلاقات هو الخلق الكريم، والصدق في التعامل.
وبالإضافة إلى ما ذكرت لك مطلوبٌ منك الآتي:
1- ثقتك بنفسك أنت الذي تبنيها، فلا تنتظر من أحد أن يدفعك، ومطلوبٌ منك النجاح، فاجعله نصب عينيك.
2- تعلم أن تكون حياتك منظمة، وذلك بوضع برنامج وخطة يومية وأسبوعية تسير عليها، وتستطيع تعليقها في مكانٍ خاص في غرفتك، وتسير عليها؛ حتى لا يكون عملك فوضوياً.
3- لابد أن تستشعر قيمة الحياة، ومسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين.
4- الطاقات النفسية والجسدية تُولَّد عن طريق تقوية الإرادة، وتقوية الإرادة تأتي بالاهتمام، وأخذ المبادرات، والشعور بالمسؤولية.
5- حاول أن تنظم إدارة الوقت بصورةٍ صحيحةٍ فهي مهمة جدّاً لتقوية عزيمتك وزيادة حماسك، والمواظبة على ذلك، كما أنها تُزيلُ الخمولَ والكسل، ونقصد بإدارة الوقت أن يُحدِّد الإنسان خارطةً زمنيةً يومية، هذه الخارطة يمكن أن تُكتب، أو يمكن فقط أن يستذكرها الإنسان في عقله وخياله.
وبالله التوفيق.