السفير محمد ستري: قطر والمغرب يعززان نهج الحوار لتسوية النزاعات الدولية

alarab
محليات 01 أغسطس 2025 , 01:21ص
هشام يس

الدوحة والرباط حريصتان على تعزيز التعاون والتضامن في شتى المجالات 
المملكة أصبحت قوة صاعدة بامتياز وشريكاً موثوقاً على الساحة الدولية
العام الثقافي «قطر-المغرب» شهد فعاليات متنوعة عكست غنى التراث المشترك
ملعب الحسن الثاني في بن سليمان مستلهم تصميمه من ملعب البيت بالخور
ملعب البيت شكل رمزاً لنجاح دولة قطر في تنظيم كأس العالم 2022

 

أكد سعادة السيد محمد ستري - سفير المملكة المغربية لدى الدولة، أن كلا من قطر والمغرب يشتركان في رؤية سياسة خارجية مبنية على ضوابط ومحددات واضحة في مقدمتها الوساطة والحوار والتوافق وتكريس الحلول السياسية للنزاعات ورفض أي مس بسيادة الدول ووحدتها الوطنية. 

وأكد سعادته خلال حفل بالسفارة المغربية بالدوحة بمناسبة الذكرى 26 لاعتلاء الملك محمد السادس عرش بلاده، على متانة العلاقات الأخوية بين المملكة المغربية ودولة قطر الشقيقة، التي تتجذر في التاريخ المشترك والتقدير المتبادل، لافتا إلى أن هذه العلاقات تعكس حرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون والتضامن في مختلف المجالات.
وقال سعادة السفير: «إن العلاقات بين دولة قطر والمملكة المغربية تشهد تطوراً ملحوظاً، بفضل التواصل المستمر والتنسيق الرفيع المستوى بين قيادتي البلدين الشقيقين، وتجلى هذا التضامن في الاتصال الهاتفي الذي تلقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من الملك محمد السادس، عقب الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد، حيث أعرب جلالته عن تضامن المملكة المغربية الكامل ورفضها القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر الشقيقة.
وأضاف سعادته: «يجمع البلدين نهج مشترك في السياسة الخارجية يقوم على الحكمة والوساطة والحوار وتكريس الحلول السياسية للنزاعات، مع رفض أي مساس بسيادة الدول ووحدتها الوطنية. وفي هذا الإطار، اختارت مبادرة الأعوام الثقافية في دولة قطر الشقيقة المملكة المغربية شريكاً لها في عام 2024، حيث شهد العام الثقافي قطر-المغرب تنظيم فعاليات متنوعة عكست غنى التراث المغربي.» وتابع: «من أبرز هذه الفعاليات معرض (روائع الأطلس) الذي احتفى بالتاريخ المغربي ومعماره الأصيل من زليج ومخطوطات ومجوهرات، وعرض القفطان المغربي الذي أظهر عراقة وأناقة هذا اللباس التقليدي، إلى جانب عرض (التبوريدة) بمشاركة 65 فارساً و65 حصاناً قدموا طقوس الفروسية المغربية العريقة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي اللامادي. كما شكلت (دار المغرب)، المستوحاة من قصر آيت بنحدو المدرج ضمن التراث العالمي لليونسكو، نموذجاً فريداً يعكس تاريخ المغرب وحاضره وطموحاته المستقبلية.»

قوة صاعدة بامتياز
واستعرض سعادة السفير الإنجازات التنموية التي حققتها المملكة المغربية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قائلاً: «لقد أصبحت المملكة قوة صاعدة بامتياز وشريكاً موثوقاً على الساحة الدولية، بفضل سياستها الخارجية الرزينة وإصلاحاتها العميقة. ففي عام 2024، استقطبت المملكة 17.4 مليون سائح، بزيادة 20% عن العام السابق، لتحتل المرتبة الأولى كوجهة سياحية في إفريقيا.»
وتابع: «كما حافظت على صدارتها في إنتاج السيارات بالقارة بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون سيارة سنوياً، بما في ذلك السيارات الكهربائية، محققة صادرات بقيمة 13 مليار دولار. وفي قطاع الطيران، تتصدر المملكة إفريقيا في تصنيع وتركيب أجزاء الطائرات.»
وأشار سعادته إلى التطورات في البنية التحتية، مضيفاً: «أعطى صاحب الجلالة انطلاقة مشروع الخط السككي فائق السرعة طنجة-مراكش بطول 430 كيلومتراً وبتكلفة 10 مليارات دولار. كما تعزز المغرب مكانتها كقوة بحرية عالمية من خلال موانئ طنجة المتوسط، الأول إفريقياً بطاقة استيعابية تصل إلى 9 ملايين حاوية، وميناء الناظور غرب المتوسط بقدرة 3 ملايين حاوية، وميناء الداخلة الأطلسي الجاري بناؤه، والذي سيشكل ركيزة أساسية في المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك لتمكين دول الساحل من الاستفادة من المحيط الأطلسي. وفي قطاع الطيران، تعمل المملكة على رفع الطاقة الاستيعابية لمطاراتها من 38 مليون مسافر حالياً إلى 80 مليوناً بحلول 2030، مع تطوير مطار محمد الخامس لاستيعاب 35 مليون مسافر بحلول 2029.»

مونديال المغرب 
وأكد سعادة السفير على التحضيرات لكأس العالم 2030، قائلاً: «تحولت المملكة إلى ورش مفتوحة لبناء ملاعب جديدة، أبرزها ملعب الحسن الثاني ببن سليمان بسعة 115 ألف متفرج، المصمم على شكل خيمة مغربية عملاقة، مستلهماً تصميم ملعب البيت بمدينة الخور، الذي شكل رمزاً لنجاح دولة قطر في تنظيم كأس العالم 2022.»
وحضر احتفال السفارة المغربية في الدوحة كل من سعادة السيد علي بن سعيد بن صميخ المري، وزير العمل، وسعادة السيد سلطان بن سعد بن سلطان المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة السيد إبراهيم بن يوسف عبدالله فخرو، مدير إدارة المراسم، وسعادة السيد علي إبراهيم أحمد، سفير دولة إريتريا وعميد السلك الدبلوماسي، إلى جانب أصحاب السعادة السفراء والسفيرات من الدول الشقيقة والصديقة، وأعضاء الجالية المغربية المقيمة في دولة قطر.
وفي ختام كلمته، وجه سعادة السفير الشكر للجالية المغربية في قطر، قائلاً: «أتوجه بالشكر والتقدير لأفراد الجالية المغربية على دورهم الكبير في إنجاح فعاليات العام الثقافي، بروحهم الوطنية العالية ومساهمتهم في تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين، وانخراطهم في مسيرة النمو والتقدم التي تشهدها دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى.