فتح الله: «صلاح الدين» جمع 11 جنسية عربية

alarab
ثقافة وفنون 01 أغسطس 2013 , 12:00ص
الدوحة - الحسن أيت بيهي
تواصل إذاعة قطر بث حلقات المسلسل التاريخي «الفاتح صلاح الدين» الذي يعد الأضخم من نوعه على المستوى الدرامي والذي نجحت إذاعة قطر في حشد النجوم له من مختلف الدول العربية. وقال مؤلف ومخرج العمل أحمد فتح الله لـ «العرب»: إن مسلسل «الفاتح صلاح الدين» جمع فنانين من 11 دولة عربية وهو رقم قياسي جديد لعمل درامي إذاعي لم يسبق لأي محطة إذاعية أن حققته، وهو ما يحسب لإذاعة قطر التي وفرت كل أدوات النجاح لهذا العمل الكبير الذي لا تزال حلقاته تشد انتباه المستمعين، خاصة أن الإذاعة حرصت على بث الحلقات خلال أوقات مختلفة من اليوم (العاشرة والنصف صباحاً - الثالثة والنصف عصراً - الثالثة و45 دقيقة فجرا) لتمكين المستمعين من الاستمتاع بأحداثه التي يتم من خلالها تقديم شخصية صلاح الدين الأيوبي خلافا لما هو شائع عنه، حيث يكشف المسلسل عن مجموعة من الجوانب التي لم تكن معروفة من حياته خاصة قبل توليه إدارة شؤون مصر، علما أن المسلسل لا يغوص في الحياة الخاصة لصلاح الدين ولكنه يركز على حدثين هامين في مساره هما فتح مصر وتحولها إلى المذهب السني وفتح القدس، حيث جاءت تسمية «الفاتح صلاح الدين» عوض «الناصر صلاح الدين» حيث ستتوقف حلقات المسلسل عند فتح القدس واستعادتها من القوى الصليبية. وأشار أحمد فتح الله في حديثه مع «العرب» إلى أنه أمضى أزيد من ستة أشهر في الإعداد لهذا العمل الملحمي الضخم، حيث استعان فيه بعدد من المصادر التاريخية والتي عمل على مقارنها ومقاربة ما تحمله من أحداث وتناول لهذه الشخصية من أجل تقريبها من مستمعي الإذاعة بكل تجرد، خاصة أنه يريد من خلال استعادة هذه الشخصية التاريخية إسقاطها على واقع الأمة العربية اليوم التي هي في أمس الحاجة إلى شخصية لها نظرة قيادية وبإمكانها إعادة انتصارات العرب، مؤكداً أن الأحداث لم تتغير ولكنه يقدم وجهة نظر، خاصة أن المؤرخ يكتب الأحداث كما حدثت ولكن كاتب الدراما يعيد تركيب الأحداث ويخلق تفاصيل جديدة ويقدم تصورا لكيف تم الحدث. وحول حدود حريته في تناول هذه الشخصية كمؤلف درامي، قال أحمد فتح الله: عندما تتناول عملاً تاريخياً من التاريخ السياسي مثل صلاح الدين، فأنت لا تقدم التاريخ كما حدث تماماً، ولكن تنتقي منه ما يخدم وجهة نظرك ولكن دون أن تغير في جوهر الحدث الأساسي، مشيراً إلى أنه ورغم أن فتح القدس هو الأهم بالنسبة للعمل إلا أنه انطلق من احتلالها وأهمية العمل على تحريرها، حيث يتم استدعاء صلاح الدين اليوم كرمز وكنموذج عربي محترم وكصوت يمكنه أن يكون محفزاً لتوحيد الأمة الإسلامية لتحرير القدس اليوم مما تعانيه، خاصة أن ما صلاح الدين لم يكن ليحررها لو لم يعمل على توحيد الأمة الإسلامية، وهو ما فشل فيه سابقوه أمثال عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي بسبب اختلاف المماليك وتناحرها على النحو الذي يبدو عليه اليوم عالمنا العربي، ومن هنا فإن المسلسل فيه نوع من الإسقاط التاريخي على الواقع المعاصر، خاصة أن هناك إيماناً بكون التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى. وأكد أحمد الله أن العمل الدرامي التاريخي يفتح الباب أمام البحث والتنقيب عن حقيقة التاريخ دون أن يتم الاعتماد عليه كلياً في بناء الحدث الدرامي أو تقديمه كليا على أنه تاريخ كما كتبه المؤرخون ولكن الكاتب الدرامي يجب عليه أن يكون أميناً في تصوير الشخصيات التاريخية وعدم تقديمها من منظور واحد لهدف محدد، مشيراً إلى أن المسلسل التاريخي الإذاعي يجب أن يستثمر خيال المشاهد الذي يبني ديكوراً في عقله حيث تجور الأحداث، ولكن هذا لا يمكنه أن يتم إلا من خلال اعتماد وسائل إخراج متميزة ومؤثرات صوتية بإمكانها أن تفي بالغرض في بناء هذا الخيال. من جانب آخر، وبخصوص الفريق الذي أسهم في إخراج هذا العمل، قال أحمد فتح الله: إنه كان محظوظا جدا بالعمل مع فريق من ألمع النجوم يتقدمهم الفنان القدير نور الشريف كما نوه بالإسهام الكبير للفنانين القطريين في هذا العمل وعلى رأسهم عبدالله عبدالعزيز وغازي حسين وخالد الحمادي وفهد الباكر وعبدالله أحمد هذا إلى جانب وجود فنانات نجحن في ترك بصمتهن الخاصة على الأدوار التي قدمنها مثل هدى حسين ولمياء الروثاني.