بدء جراحات زراعة الكبد للأطفال في قطر العام المقبل
طرق وبروتوكولات عالمية في تشخيص وعلاج الأمراض
عيادة متخصصة في متابعة مرضى زراعة الكبد من الأطفال
نستقبل قرابة 3500 مريض بمسارات ومتابعات طويلة الأمد
زواج الأقارب وراء المشكلات الصحية لجزء كبير من مرضانا
كشف الدكتور مأمون العوض رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في سدرة للطب، عن افتتاح أول عيادة في الشرق الأوسط متخصصة بأمراض الأمعاء والقولون التقرحي المزمن لدى الأطفال أقل من 6 سنوات، منوها بوجود تطور في كل مناحي قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في سدرة، والذي يتبع طرقاً وبروتوكولات عالمية في تشخيص وعلاج الأمراض.
وأكد د. العوض في حوار مع «العرب» أن سدرة للطب افتتح عيادة متخصصة بأمراض الجهاز الهضمي والكبد لدى الأطفال، وتعمل على تعليم المرضى والاستجابة لاستفساراتهم، كما تم استحداث عيادة جديدة لأمراض الكبد لدى الأطفال، وعيادة متخصصة في متابعة مرضى زراعة الكبد من الأطفال، الذين يقومون بهذه الجراحات في الخارج، كما كشف عن أن جراحات زراعة الكبد للأطفال في قطر ستبدأ العام المقبل 2022.
وأشار إلى أن دولة قطر تضم المركز الوحيد في الشرق الأوسط الذي يوفر التغذية الوريدية في المنزل، وأن المركز يعالج حاليا 18 طفلاً، كما يوفر سدرة للطب خدمات التشخيص بالتنظير عن طريق الكبسول للأطفال، وهو المركز الوحيد بالشرق الأوسط الذي يوفر هذه الخدمة.
ولفت إلى أن عيادات الجهاز الهضمي والكبد في سدرة للطب تستقبل قرابة 3500 مريض بمسارات ومتابعات طويلة الأمد، محذراً من زواج الأقارب، حيث إن جزءاً كبيراً من الحالات التي تراجع القسم يكون السبب في مشكلاتهم الصحية راجع إلى زواج الأقارب.
وأكد أن قسم الجهاز الهضمي من أكثر الأقسام الذي يقوم بعدة بحوث طبية، حيث يعمل القسم في الوقت الحالي على 8 أبحاث طبية قُدم لها الدعم والتمويل.. منها 3 مرتبطة بتعاون عالمي، ويعمل القسم على بحث يتعلق بالأمراض الجينية لدى الرضع أقل من عمر سنتين، وكذلك بحث كبير بالتعاون مع حمد الطبية حول القولون التقرحي لدى الأطفال والبالغين في دولة قطر، ونشر القسم 12 بحثاً خلال 2020 في مجلات عالمية.
وإلى نص الحوار:
في البداية ما آخر مستجدات قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد؟
شهد القسم في السنوات الأخيرة تطوراً في عدة مناحٍ، وقسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في سدرة تندرج تحت منه عدة أقسام، منها قسم الجهاز الهضمي والتغذية وأمراض الكبد، وأحد الأقسام الأساسية هو قسم أمراض التهاب الأمعاء والقولون المزمن، وهو قسم تم استحداثه في سدرة منذ فترة طويلة، ولدينا اتصالات في هذا القسم مع مركز عالمي يضم 110 مراكز من شتى دول العالم، أغلبها من الولايات المتحدة، وسدرة هو المركز الوحيد خارج نطاق أوروبا وأمريكا.
= وما دور هذا المركز؟
هذا المركز يعتمد طريقة تشخيص وعلاج الأمراض بطريقة عالمية، فنتبع بروتوكولات دقيقة ومسارات عالمية، ونتعرف على أبرز طرق العلاج عالمياً بالنسبة لأمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، ونكاد نكون من بين العشرة مراكز الأولى بين الـ 110 مراكز في العالم، من ناحية النتائج، وقد حصلنا على جائزة عام 2017 بناءً على النتائج التي حققناها في سدرة للطب.
عيادات جديدة
هل من عيادات جديدة تمت إضافتها للقسم مؤخراً؟
نعم.. أضفنا عيادة متخصصة بأمراض الجهاز الهضمي والكبد لدى الأطفال، للعمل مع المرضى على تعليمهم والاستجابة لاستفساراتهم، وقد افتتحنا أول عيادة في الشرق الأوسط المتخصصة بأمراض الأمعاء والقولون التقرحي المزمن لدى الأطفال أقل من 6 سنوات، وهي عيادة متخصصة تعتمد على عدة تخصصات كالجهاز المناعي والتغذية والبحوث، فهي عيادة متكاملة متعددة التخصصات.
كما أن قطر تضم المركز الوحيد في الشرق الأوسط الذي يوفر التغذية الوريدية في المنزل، ونعالج 18 طفلاً يتم توفير هذا العلاج لهم، وهو علاج متكامل يعد نتاج التجانس بين سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية فيما يتعلق العلاج بالمنزل.
وقد استحدثنا عيادة جديدة لأمراض الكبد لدى الأطفال، كأمراض التهاب الكبد الوبائي (ب) و(ج)، وهي عيادة توفر علاجاً جديداً بالنسبة للأطفال، وقد بدأت خلال العام الجاري في سدرة للطب بعد الموافقة على بروتوكول عالمي.
ولدينا عيادة متخصصة في متابعة مرضى زراعة الكبد من الأطفال، فمن الأمور المستقبلية المخطط لها توفير زراعة الكبد للأطفال في سدرة للطب، فمركز زراعة الكبد للبالغين متوافر في مؤسسة حمد الطبية، ولدينا تنسيق كامل مع فريق زراعة الأعضاء في حمد الطبية، وقد زادت الحاجة في الفترة الأخيرة لتوفير مثل هذه العيادة في قطر.
كما تقوم العيادة بتجهيز المتبرع والمريض لعملية زراعة الكبد، بحيث يسافر المريض مباشرة لإجراء الجراحة، وبعد إجراء الجراحة يمكنه العودة فوراً لقطر، لتتم عملية المتابعة في عيادتنا بمركز سدرة، بدلاً من البقاء لشهور طويلة في الخارج، ولدينا تعاون مع مراكز في لندن والهند، ونتائج هذه الجراحات مطمئنة.
زراعة الكبد للأطفال
= متى تتوقعون بدء جراحات زراعة الكبد للأطفال في قطر؟
كان من المخطط أن يتم البدء في هذه الجراحات خلال شهر يونيو 2021، ولكن نتيجة للظروف العالمية تأخر البدء، وأعتقد أنه وفق المخطط له لدينا أن نبدأ العام المقبل 2022، لتكون أول جراحة زراعة كبد للأطفال في قطر العام المقبل إن شاء الله.
= وكم يبلغ عدد مراجعيكم في قسم الجهاز الهضمي بمستشفى سدرة؟
نستقبل قرابة 3500 مريض، وهم في مسارات ومتابعات مختلفة، وهذا العدد يشمل فقط الحالات التي تقوم بمتابعات طويلة الأمد يتوزعون على تخصصات متعددة، منها أمراض الجهاز الهضمي العامة.
= ما أبرز أوجه التميز للتشخيص في مستشفى سدرة؟
التشخيص في سدرة يتمتع بميزة عالية جداً، وهي أن لدينا تشخيصا لحركة الجهاز الهضمي، فلدينا جهاز متخصص في ذلك، أو ما يسمى بالتنظير عن طريق الكبسول، وهذا الأسلوب في التشخيص يتوافر للأطفال في مستشفى سدرة فقط بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن المستشفى يوفر علاجاً متكاملاً لأمراض الجهاز الهضمي الحركية بالنسبة للجزء الأعلى والأسفل من الأمعاء، وهو من الأمور التي يتفرد بها قسم الجهاز الهضمي في مستشفى سدرة.
ما أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعاً بين الأطفال في قطر؟
تكثر بصورة واضحة أمراض الجهاز الهضمي المتعلقة بأمراض الحساسية، وهو جزء كبير جداً، فعالمياً هناك ازدياد واضح في أمراض الحساسية المختلفة مثل الربو والأكزيما، ولكن حساسية الأغذية بالنسبة للجهاز الهضمي فهي منتشرة بصورة أوسع بين الأطفال الذين يراجعوننا، إضافة إلى ضعف النمو وزيادة الوزن وغيرها من المشكلات.
كما أن أمراض القولون التقرحي، وهي في ازدياد عالمياً، يراجعنا بسببها عدد كبير من الأطفال، وكذلك أمراض الكبد المزمنة، إضافة إلى الأمراض المتشابكة، التي يكون فيها الجهاز الهضمي جزءاً من المشكلة التي يعاني منها الطفل، فالأطفال الذين يعانون من أمراض الجهاز العصبي يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، وكذلك مرضى القلب ومرضى الجهاز التنفسي من الأطفال.
تبعات زواج الأقارب
هل زواج الأقارب يمكن أن يكون سبباً في مشكلات صحية بالجهاز الهضمي لدى الأطفال؟
بالطبع.. فجزء كبير من مرضانا يكون السبب في مشكلاتهم الصحية راجعاً إلى زواج الأقارب، ومن بينها الفشل الأمعائي الذي يحتاج معه الطفل إلى التغذية الوريدية، فلا يمكن للطفل أن يستمر في العيش دون الغذاء الوريدي، وهو من الأمراض المعروفة التي تصيب الأمعاء الدقيقة، وجزء كبير من أمراض المناعة المرتبطة بالجهاز الهضمي له علاقة كبيرة بزواج الأقارب، ونفس الأمر فيما يتعلق ببعض أمراض الكبد المزمنة، فهي من الأمراض التي تُنقل عن طريق الوراثة، ويزيد زواج الأقارب منها، وفي حال كان لدينا أكثر من مريض بنفس الأسرة نحولهم للنصيحة الجينية من الفريق المتخصص، ولدينا طرق متعددة، سواء بالنصح بالبعد عن زواج الأقارب في حال كانت هناك مشكلة صحية يمكن أن تنجم عنه، أو نعمل على التشخيص المبكر في المرحلة الأولى من تَكَون الجنين، أو الطرق الاستباقية بالتشخيص قبل تكون الطفل بفحص الأجنة قبل الزراعة في رحم الأم.
ما أبرز الأبحاث التي يجري العمل عليها بقسم الجهاز الهضمي وأمراض الكبد في سدرة؟
قسم الجهاز الهضمي من أكثر الأقسام الذي يقوم بعدة بحوث طبية، ولدينا في الوقت الحالي 8 أبحاث طبية قُدم لها الدعم والتمويل، ومنها 3 أبحاث مرتبطة بتعاون عالمي، منها بحث يتعلق بالأمراض الجينية لدى الرضع أقل من عمر سنتين، مثل القولون التقرحي وأمراض الأمعاء المزمنة.
ولدينا بحث كبير بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية حول القولون التقرحي لدى الأطفال والبالغين في دولة قطر، حيث ينظر البحث في الأسباب الجينية وراء هذه الأمراض، وإن شاء الله، نتوقع أن يَخلُص البحث لنتائج مهمة جداً، للتعرف على الأمراض الأوسع شيوعاً في قطر وأسبابها.
كما أننا نعمل على بحث منذ 4 سنوات ونتوقع الخروج بنتائجه في وقت قريب، وهو عن التفاعلات بين الجهاز المناعي والبكتيريا الموجودة في الأمعاء لأمراض القولون التقرحي وأمراض الأمعاء المزمنة، والبحث مرتبط بصورة وثيقة بما نسميه بالطب الدقيق، حيث نعمل على تحديد العلاج المناسب بصورة دقيقة على ضوء هذه التداخلات.
وخلال عام 2020 نشرنا 12 بحثا في مجلات عالمية كلها لأطباء بقسم الجهاز الهضمي، كما تقدمنا بأربعة طلبات تمويل لأبحاث لها علاقة بالجهاز الهضمي والتغذية وأمراض الكبد، ونعمل عن كثب مع قسم البحوث في سدرة ولنا اجتماعات دورية للتقدم ببحوث جديدة أو متابعة البحوث القديمة.
وواحد من الأبحاث التي نخطط للعمل عليها أيضاً يتخصص في السمنة لدى الأطفال في قطر، خاصةً وأنها من المشكلات المنتشرة في المجتمع القطري، والبحث يركز على تأثير السمنة على الكبد لدى الأطفال، فالسمنة تتسبب في زيادة الدهون على الكبد، الأمر الذي يتسبب في مشكلات بوظائف الكبد، الأمر الذي قد يؤدي لفشل الكبد، وقد ينتهي بالحاجة لزراعة الكبد.
خدمات متعددة للأطفال والمراهقين والنساء
يقدم سدرة للطب العديد من الخدمات بالعيادات الخارجية للأطفال والشباب، وكذلك للنساء، ويوفر للأطفال والشباب عيادات: طب المراهقين، والحساسية والمناعة، وخدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، والأمراض الجلدية، وطب الأطفال التنموي، والغدد الصماء والسكري، والأنف والأذن والحنجرة، والجهاز الهضمي «الكبد»، التغذية، وطب الأطفال العام، والجراحة العامة، وقسم أمراض القلب، وحديثي الولادة، وأمراض الكلى وغسل الكلى، والأمراض العصبية، والجراحة العصبية، وطب العيون، وطب العظام، والتجميل والقحف الوجهى، وأمراض الرئة، وإعادة التأهيل، والروماتيزم، وبرنامج سدرة لمناصرة الأطفال (S-CAP)، وأمراض المسالك البولية.
أما خدمات العيادات الخارجية للنساء، فتشمل الأمراض النسائية، وطب الأم والجنين، والتوليد، وطب الإنجاب، وعيادة صحة المرأة. الجزيئي لمرض التهاب الأمعاء الالتهابي المبكر، وزرع الخلايا الجذعية المكونة للدم لعلاج أمراض الأمعاء الالتهابية العنيدة وحساسية الطعام.
د. العوض.. 33 عاماً من الخبرة
تصل سنوات خبرة الدكتور مأمون العوض، رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد إلى 33 عاماً، وحصل العوض على زمالة الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل، بكالوريوس الطب والجراحة، وعضوية الكلية الملكية للأطباء.
ووفق الموقع الإلكتروني لسدرة للطب فقد تلقى د. العوض تدريبه في أمراض الجهاز الهضمي للأطفال في غريت أورموند ستريت، ومستشفى تشيلسي وويستمنستر، ومستشفى أكسفورد جون رادكليف، ومستشفى كينجز كوليدج. وعمل كاستشاري أمراض الهضم للأطفال في مستشفى جامعة ويلز ومستشفى برمنغهام للأطفال قبل أن يعود إلى مستشفى غريت أورموند ستريت في عام 2002 كاستشاري في أمراض الجهاز الهضمي ومحاضر أول في كلية لندن الجامعية. وانضم إلى مركز سدرة للطب والأبحاث في عام 2014 كرئيس لأمراض الهضم لدى الأطفال ورئيس قسم اضطرابات الأمعاء الالتهابية.
كما شغل منصب مدير قسم التعاون الدولي «ImprovementCareNow»، الذي كان يضم في ذلك الوقت 87 وحدة معدية معوية للأطفال في الولايات المتحدة، مع كون مستشفى GOSH هو المركز الوحيد خارج الولايات المتحدة. يضع هذا التعاون معايير إدارة حالات الأطفال المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية، وهو وسيلة فريدة لتحسين الجودة والأبحاث، ويجذب أكثر من 20000 مريض. كما كان أيضاً المؤسس المشارك لمجموعة GENIUS الأوروبية التي تشرف على تشخيص وعلاج حالات الأطفال المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية المبكرة.
وكان د. العوض عضواً في اللجنة السريرية لـ ImprovementCareNow، وعضواً في مجلس CAPGAN وعضواً في مجموعة عمل أمراض التهاب الأمعاء في BSPGHAN. ناهيك عن كونه مؤلفاً مشاركاً للإستراتيجية العالمية لتنفيذ التنظير الداخلي للأطفال التي أطلقتها FISPGHAN.
كما كان محاضراً أول في معهد صحة الطفل - كلية لندن الجامعية، أما مجالات اهتمامه البحثية الرئيسية فهي اضطرابات الأمعاء المناعية الذاتية، والعوامل الوراثية لمرض التهاب الأمعاء، ومرض الأمعاء الالتهابي المبكر، وحساسية الطعام المعدية المعوية. لديه العديد من المنشورات في مجال أمراض الأمعاء الالتهابية، وعلم الوراثة