افتتحت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، أعمال «مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية 2024» الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، من 30 أبريل إلى 2 مايو في مركز قطر الوطني للمؤتمرات تحت شعار «مستقبل المسؤولية الاجتماعية للشركات في الاقتصاد الدائري».
وشارك سعادتها في افتتاح الحدث، كُلٌ من سعادة الدكتور عمر الأنصاري رئيس جامعة قطر، وسعادة الشيخ علي بن جبر آل ثاني المدير التنفيذي لشركة Ooredoo، ويوسف محمود النعمة رئيس قطاع الأعمال في مجموعة QNB، وسعادة السيد صالح بن ماجد الخليفي وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة وتنمية الأعمال بوزارة التجارة والصناعة، والدكتور سيف بن علي الحجري رئيس مؤسّسة مبادرة للمسؤولية المجتمعية والرئيس التنفيذي لبرنامج قطر الوطني للمسؤولية الاجتماعية، بحضور حشد واسع من ممثلي الوزارات والجهات الحكومية والمنظّمات الدولية، ومدراء الشركات الراعية، والهيئة الإدارية والتعليمية في جامعة قطر، وجمع من رجال الأعمال والأكاديميين والدبلوماسيين.
وفي كلمته الترحيبية، قال سعادة الدكتور عمر الأنصاري رئيس جامعة قطر: «نحن في الجامعة ندرك أن المسؤولية الاجتماعية ليست مجرد التزام أخلاقي، بل هي جزء لا يتجزأ من رسالتنا الأكاديمية والتعليمية، إذ نسعى جاهدين لتعزيز وعي طلبتنا وتنمية مهاراتهم وقدراتهم كي يصبحوا أكثر اهتماما بالمشاكل الاجتماعية والبيئية وأوسع إدراكا وقدرة على إيجاد حلول مبتكرة لهذه المشكلات. إن التزامنا يتجاوز حدود الحرم الجامعي ليشمل مجتمعنا الأوسع.” ودعا الأنصاري «كل الحاضرين للتعاون المستمر والبناء معاً، لأن المسؤولية الاجتماعية ليست مسؤولية فرد أو مؤسسة بعينها، بل هي التزام جماعي يتطلب جهوداً مشتركة»، معرباً عن أمله أن «تسفر جلسات المؤتمر أفكاراً مبدعة وحلولاً عملية تخدم مجتمعنا».
وفي كلمته ممثّلاً لوزارة التجارة والصناعة، الشريك الحكومي للحدث، أشاد محمّد عبد الرزّاق الصدّيقي مدير إدارة الشؤون المالية والإدارية في الوزارة، بما تم إنجازه من خطوات ناجحة في إطار ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية للشركات من خلال التعاون البناء بين الوزارة ومجتمع الأعمال في قطر، مؤكداً أنّ «مثل هذه المؤتمرات تساهم في وضع الأسس للكيفية التي يمكن أن يساهم بها قطاع الأعمال عبر مساهمة الشركات في نهضة المجتمع القطري، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الاجتماعية التي تصب في إتجاه تحقيق أهداف خطط التنمية المستدامة والوصول إلى تحقيق أهداف وغايات رؤية قطر الوطنية 2030».
وأكد سعادة الشيخ علي بن جبر آل ثاني المدير التنفيذي لشركة Ooredoo، في كلمته أنّ Ooredoo «تؤمن بشدّة بأهمية المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، ونسعى جاهدين لدمج هذه القيم في جميع أعمالنا»، مشيراً إلى أنّ «دعم الفعاليات الوطنية مثل مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية هو جزء من إستراتيجيتنا لجعل العالم من حولنا مكاناً أفضل، ونحن ملتزمون بأداء دورنا في بناء مستقبل مستدام في قطر والعالم».
من جانبه، قال السيد يوسف محمود النعمة، المدير العام التنفيذي، رئيس قطاع الأعمال لمجموعة QNB : « تفخر مجموعة QNB بالاستمرار في تقديم رعايتها للعام الثاني على التوالي لهذا الحدث الهام لتعزيز ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات في قطر، بما يعكس عمق شراكتنا مع جامعة قطر والتزامنا بتعزيز التنمية المستدامة، وقيادة التغير الإيجابي، وترك بصمة إيجابية في المجتمعات التي نعمل فيها.» وأكد السيد النعمة على إيمان البنك الراسخ بأهمية دعم مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات لتحقيق قيمة مستدامة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
تلا ذلك تكريم شخصية العام للمسؤولية الاجتماعية في قطر، حيث وقع الاختيار هذه السنة على سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي السابق، تقديراً لجهوده البارزة وإسهاماته المميزة في مجالات الاستدامة ومكافحة التغيّر المناخي. وقد قامت سعادة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العلي، يرافقها الدكتور الأنصاري والدكتور الحجري بتسليم الدرع التقديري لسعادته.
وتشارك في فعاليات المؤتمر والمعرض المصاحب مجموعة واسعة من الجهات الحكومية وشبه الحكومية، وشركات القطاع الخاص والهيئات الدولية التي تلتقي جميعها على أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات لمستقبل المجتمع والأعمال على حد سواء. وتضم لائحة الرعاة والمشاركين في الحدث: وزارة التجارة والصناعة، الشريك الحكومي، ومجموعة QNB، الراعي والمصرف الرسمي، وشركة Ooredoo، راعي الاتصالات الحصري، ومبادرة صحتك أولاً من وايل كورنيل للطب، وشركة سنونو، الرعاة الذهبيين، وشركات أعمال والفيصل القابضة وآل عبد الغني موتورز ولولو و بلدي إكسبرس وإف إم إم، الرعاة الفضّيين، وشركة غلف كرافتس، شريك الإنشاءات المستدامة، ومجموعة دلّة القابضة، شريك الإنتاج، وشركة طلبات، راعي التكنولوجيا المسؤولة، والجمعية القطرية للسرطان وأكاديمية عوسج وشركة ابتكار وشركة الدرويش إنترسيرف لإدارة المرافق، الرعاة البرونزيين، وشركة نايا، الراعي الحصري للمياه، وغيرها. كما وتبرز هذه السنة المشاركة الدولية الواسعة من قبل مجموعة من المؤسسات والهيئات الأكاديمية والإنسانية، أهمّها الشريك الأكاديمي وهو تحالف كليات إدارة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل الاستدامة (MEBAS) الذي أطلقته كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر شهر أكتوبر الماضي، ويضم 15 كلية إدارة أعمال معتمدة من المنطقة، وشريك الاستدامة، الميثاق العالمي للأمم المتّحدّة (UNGC)، والشريك العالمي، منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)، ومنظّمة العمل الدولية (ILO)، ومجموعة البنك الدولي (WBG)، وشبكة كليات إدارة الأعمال العالمية (GBSN)، وغيرها.
وقد شهدت جلسات اليوم الأول من المؤتمر مشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والأكاديميين وقادة برامج التنمية والمسؤولية الاجتماعية من مختلف هذه المؤسّسات، حيث كانت مداخلات في الجلسة الافتتاحية لكل من ماكس تونيون مدير مكتب منظمة العمل الدولية في الدوحة، وأنيتا ليبيار المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في الميثاق العالمي للأمم المتّحدة، وغيرهم. كما شهد اليوم الأول عدداً من جلسات النقاش التي ضمّت خبراء محليين ودوليين جرى خلالها بحث تطبيقات عملية لتجارب عالمية وعربية ومحلية من مجموعة مختارة من المؤسّسات والجامعات غطّت عناوين الاقتصاد الدائري ودمج مبادئ الاستدامة في مناهج التعليم والاستدامة في سلاسل الإمداد، وغيرها.
وقد أعرب حمد مبارك الهاجري المؤسس والمدير التنفيذي لشركة سنونو، الراعي الذهبي، عن سعادته بالمشاركة في جلسة الحوار الأولى بعنوان «الطريق نحو الاستدامة: توحيد الجهود بين كليّات الأعمال وأصحاب المصلحة»، معتبراً أنّ «هذا النوع من المؤتمرات هو أمر في غاية الأهمية لكونه يجمع بين مختلف أصحاب المصلحة من مؤسّسات أكاديمية، وجهات حكومية، وشركات قطاع خاص، في محاولة للتوصل إلى أنسب الاستراتيجيات الخاصة بالعمل الاجتماعي ضمن رؤية موحّدة». وستستمر أعمال المؤتمر خلال اليومين المقبلين في سلسلة من المداخلات وجلسات النقاش وورش العمل التي يطلّ من خلالها أكثر من 60 متحدّثاً، وتغطي عناوين الإدارة المسؤولة، والأثر الاجتماعي للممارسات المستدامة وقضايا العمّال والسلوك التجاري المسؤول، وغيرها.