قائد عسكري أمريكي سابق: القدرة على إطلاق صواريخ نووية في دقائق أمر خطير جداً
حول العالم
01 مايو 2015 , 10:06ص
ا.ف.ب
اعتبر قائد سابق للقوات النووية الأمريكية أمس الخميس أنه يجب على الولايات المتحدة وروسيا أن تتخليا عن قدرتهما على إطلاق صواريخ نووية في غضون دقائق بسبب خطر الإنذار الكاذب.
وقال الجنرال جيمس كارترايت إن "هناك مجموعة من نقاط الضعف" في إجراءات الإنذار المبكر المصممة لإطلاق صاروخ نووي بمجرد رصد إطلاق مقابل.
وأتى كلام كارترايت أثناء عرضه على الصحافة تقريرا وضعه تحت إشرافه خبراء دوليون في الردع، في مناسبة مؤتمر متابعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الجاري في نيويورك.
ووضع هذا التقرير بطلب من منظمة غلوبال زيرو التي تعمل على إزالة الأسلحة النووية.
ووفقا للوثيقة، فإن "مئات الصواريخ التي تحمل 1800 رأس نووي جاهزة للإطلاق في لحظة". كما أن نصف الترسانات النووية الأمريكية والروسية في حالة التأهب القصوى.
وأشار كارترايت إلى أن أنظمة الإنذار "بنيت في أعوام الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات".
وأضاف الرئيس السابق للقوات الإستراتيجية الأمريكية بين 2004 و2007 "الكثير من هذه الأنظمة قديم وعرضة لإطلاق إنذارات خاطئة" كما أنها "ضعيفة أمام الهجمات أو التهديدات المعلوماتية، من اللاقطات (رادارات وأقمار صناعية) إلى أنظمة الإطلاق والقيادة".
وأكد أن "جوهر الردع النووي يكمن في القدرة على الضرب عند التعرض لضربة، وليس حيازة أسلحة نووية في حال إنذار دائمة".
ويوصي التقرير الولايات المتحدة وروسيا على بالاتفاق على تمديد المهلة اللازمة لإطلاق سلاح نووي بحيث تبلغ على الأقل 24 ساعة.
كما يناشد البلدين الاتفاق على تقليص عدد الرؤوس النووية في حال الإنذار بنسبة 20% للعام الأول ثم مواصلة ذلك حتى إزالة تامة للقنابل في حال التأهب في مهلة 10 سنوات.
وصرح بروس بلير أحد مؤسسي غلوبال زيرو بأن التاريخ يحوي عدة أمثلة على إنذارات خاطئة كان يمكن أن تتسبب في إطلاق صاروخ نووي.
وأوقفت جميع هذه الإنذارات قبل أن تصل المسألة إلى الرئيس الأمريكي أو الروسي، لكن المسألة كانت وشيكة جدا.
وبالتالي عام 1979 كاد زبيغنيو بريجينسكي مستشار جيمي كارتر يرفع سماعة هاتفه لإخطار الرئيس الأمريكي بحصول هجوم نووي سوفياتي قبل أن تصله رسالة إلغاء. كذلك عام 1995 أدى إطلاق صاروخ علمي أمريكي في النرويج إلى إنذار نووي في روسيا، أوقف قبيل إطلاع الرئيس بوريس يلتسين، على ما روى بلير.
ويركز التقرير في توصياته على الولايات المتحدة وروسيا لأن الدول النووية الأخرى تشكل حاليا "نموذجا" على هذا المستوى.
ففيما يتعلق بالصين والهند وباكستان وفرنسا والمملكة المتحدة أكد التقرير أن الأنظمة النووية "تثير إنذارات أقل" و"تفسح وقتا إضافيا أمام صانعي القرار لدرس الخيارات" قبل إطلاق صاروخ نووي.
غير أن الخطر قائم في أن يحذو عدد من هذه القوى حذو الأمريكيين والروس، ما يضاعف من خطر إطلاق النيران بلا تبرير.
كما يدعو التقرير الولايات المتحدة وروسيا إلى مراجعة عقيدتهما النووية للتوصل إلى قوة نووية أصغر وأكثر دقة.
وأضاف أن مبدأ "الدمار المتبادل المضمون" الموروث عن الحرب الباردة أصبح بائدا. وأشار إلى أنه سيترتب على الولايات المتحدة على الأخص التخلي عن العنصر البري في قوتها الرادعة، أي الصواريخ المثبتة في منصات ثابتة وهي ضعيفة أمام الهجمات ومكلفة في الصيانة.