توفير الكتب بطريقة «برايل» أحدث نقلة فكرية بين المكفوفين

alarab
تحقيقات 01 مايو 2013 , 12:00ص
الدوحة - حامد سليمان
أشاد مختصون بالاهتمام الكبير الذي توليه الجهات الرسمية بالجانب الفكري لذوي الاحتياجات الخاصة وعلى رأسها توفير المواد التعليمية بكافة المستويات بطريقة «برايل» والأجهزة الإلكترونية الناطقة، وبينوا أن الدولة تخطو خطوات واثقة نحو توفير كافة السبل لتعليم المكفوفين؛ فمطبعة معهد النور للمكفوفين تقوم بتوفير المواد التعليمية اللازمة مطبوعة بطريقة «برايل»، مما يسمح لهذه الفئة بتخطي حاجز الإعاقة وتكملة مشوارهم التعليمي والفكري على نحو متكامل. وأشار مختصون في استطلاع لـ «العرب» إلى أن توفير الكتب بطريقة «برايل» وكذلك الطريقة الناطقة أحدث نقلة فكرية بين المكفوفين، في حين أن الكثير من الوزارات تسعى لتحويل قوانينها الرئيسية إلى صيغة «أم بي ثري» مسموعة وطرحها على مواقعها، أسهمت في دعم وتعريف المكفوفين بحقوقهم كاملة، وبينوا أن الفترة المقبلة ستشهد تحولا ملحوظا في التعامل مع المكفوفين من قِبل مختلف مؤسسات الدولة، وبما يسمح لهذه الفئة بالحصول على حقوق طالما نادوا بها وطالبوا بتوفيرها. في البداية تقول مدير معهد النور للمكفوفين الدكتورة حياة نظر حجي: لدينا مطبعة في المعهد تعمل بطريقة برايل، وتعمل على طباعة المناهج والوسائل التعليمية وتوفير الكتب الدراسية، وغيرها من المؤلفات المتنوعة بطريقة برايل للمكفوفين، أو بطريقة مكبرة لضعاف البصر. وأضافت: ويوجد بمعهد النور تقنيات متطورة خاصة بتحويل الكتاب من الطريقة العادية في الطباعة إلى خط برايل، بعد تكييفه بما يتناسب مع ذوي الإعاقة البصرية. وتابعت: يقوم المعهد بالتعاون مع عدة مؤسسات لتحويل المطبوعات لطريقة برايل، مساهمةً في دعم المكفوفين وتعريفهم بحقوقهم كاملة، بما يثري الجانب الفكري لديهم. وأوضحت حجي أن في مقدمة الكتب التي يتم تحويلها لتناسب المكفوفين، الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الأطفال ذوي الإعاقة، وقانون العقوبات القطري، وقانون الموارد البشرية ، وغيره من المطبوعات التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة في الحفاظ على حقوقهم التي كفلتها الدولة. وبينت أن الأجهزة المستعملة في عملية الطباعة مستوردة من الخارج، ولكن عملية الطباعة كاملة ترجع إلى القسم المخصص لها في معهد النور ، مؤكدة أن التعاون مع المؤسسات القطرية أثمر طباعة الكثير من القوانين والقصص والأمثال، التي آتت ثمارها في إثراء فكر المكفوفين في قطر. وقالت الدكتورة حياة حجي: الدولة مهتمة بشكل كبير بتطوير البحث العلمي ودعم الأفكار المبتكرة، والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، فهناك جهات قائمة تحمي هذه الحقوق سواء كانت للأشخاص الأصحاء أو المعاقين، فأيا كان الشخص المبتكر فهناك من الضمانات ما يحفظ حقه، وهناك الكثير من المصادر المتوافرة التي تعين المكفوفين، وفي مقدمتها مكتبة معهد النور التي تحتوي على الكثير من المراجع المطبوعة بطريقة برايل. وأضافت: يشرف معهد النور على برنامج الدمج المتطور في قطر، ويقوم المعهد من خلاله بدعم الطلاب المكفوفين الراغبين في الوصول إلى مراحل تعليمية متقدمة، كل على حسب رغبته وقدرته على الاستمرار في تحصيل العلم كأقرانه من الأصحاء. تحويل القوانين لصيغة مسموعة ومن جانبه قال الكاتب القطري حسين نظر حجي إن للحكومة القطرية جهودا ملموسة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومساهماتها الطيبة ساعدت في إثراء فكر الكثير من المكفوفين، بتوفير الكتب سواء بصيغة برايل أو بالصيغة الناطقة. وتابع: طباعة الكتب في قطر أو في الخارج ليست بالأهمية الكبيرة للمكفوفين، فإثراء الحياة الفكرية بالنسبة لهذه الفئة يبدأ بتوفير المراجع العلمية أيا كانت الطريقة، وهو ما تسعى المؤسسات القطرية جاهدةً إليه. وأوضح حسين حجي أن ذروة اهتمام الدولة بذوي الاحتياجات الخاصة تتجلى في شبكة النظام التابعة لوزارة العدل القطرية، والتي تعنى بتحويل القوانين والفتاوى والتشريعات إلى صيغة مسموعة «أم بي ثري»، الأمر الذي يساعد المكفوفين على نحو متميز في معرفة كافة حقوقهم، والمتغيرات التي تطرأ على التشريعات القطرية أولا بأول. وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة العدل من خلال هذا المشروع، مؤكداً أنه خلال عام واحد ستشهد الشبكة نقلة نوعية في كم الموضوعات المطروحة من خلالها، ما يعكس وبوضوح الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بشكل عام من أجل تقديم أكبر دعم ممكن للمكفوفين. وأكد أن دعم كافة أفراد المجتمع فكرياً؛ وليس المكفوفين فحسب؛ يعد من أهم الخطوات التي تسهم في تحسين أوضاعهم، بما يعود على منظومة الدولة بشكل عام، ويسمو باهتمامات أبنائها إلى ما يحقق النمو والنهضة المنشودة. وبين أن المؤسسات القطرية غير مقصرة في مجال دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ملقياً باللائمة على الكثير من الأشخاص المعاقين، ممن يضعون شروطا تعجيزية لعملهم في المؤسسات، وكذلك بعض الأشخاص ممن يرون أن ذوي الاحتياجات الخاصة غير قادرين على العطاء، وهي مشكلة في فكر الشخص لا يمكن نسبها إلى مؤسسات. وقال حسين حجي: رفض دمج أو توظيف بعض ذوي الاحتياجات الخاصة ربما يكون لعدم امتلاكهم للقدرات والخبرات اللازمة، ولكن المؤسسات لا ترفض تعنتاً لكون الشخص معاقا فحسب. زيادة دعم الدولة وبين المسؤول الإعلامي بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة طالب عفيفة أن الطباعة على طريقة برايل غير متوافرة على النحو الكافي في قطر، وأن المكفوفين يأملون في جهود أكبر من قبل الحكومة لتوفير احتياجاتهم من الكتب المعرفية والتثقيفية. وأضاف: معهد النور يوفر للمكفوفين كافة متطلباتهم، ويبذل الكثير من الجهود سعياً وراء توفير مختلف احتياجات المكفوفين في قطر، وفي مقدمتها التعطش الفكري والتزود التعليمي الذي تسعى إليه هذه الفئة، ولكن دعم جهود المعهد سيكون أكثر جدوى بمساندة جهات عدة. وتابع: المكفوفون لديهم الكثير من النوابغ في مختلف المجالات، الأمر الذي يجب أن تستوعبه المؤسسات القطرية، وتسعى لدمجهم انطلاقاً من هذا المنطق، لا تعاطفاً مع حالاتهم. وأوضح عفيفة أن الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تقوم بدور محوري ومكمل لجهود معهد النور للمكفوفين من أجل دعم هذه الفئة، فدور الجمعية لا يقتصر على فئة واحدة من ذوي المعاقين فحسب. وطالب بتكريس جهود أكبر لدعم عمليات التأهيل التي تساعد المكفوفين وغيرهم من الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج في مختلف مؤسسات الدولة.