طموحات مشروعة للعنابي في المونديال

alarab
رياضة 01 أبريل 2022 , 01:04ص
الدوحة - العرب

تخطي المجموعات يجب أن يكون هدفنا الأول. ماذا سيقدم العنابي في مونديال 2022، وهل سيكون منافسا قويا؟ أم أنه سيكتفي بالتمثيل المشرف؟ أسئلة بدأت تطرح نفسها على الجماهير القطرية قبل ساعات من إجراء قرعة بطولة كأس العالم 2022 التي تقام على ملاعبنا وبين جماهيرنا. 
الكل يحلم بأن يكون العنابي منافسا قويا وان يجتاز الدور الاول على اقل تقدير، وهناك من يرى ان المشاركة في حد ذاتها بالمونديال شرف كبير، بشرط ألا يتلقى الفريق خسائر ثقيلة، وهناك من تخطت أحلامه كل الحدود ورأى العنابي مثلا في ربع النهائي أو في المربع الذهبي على أقل تقدير. فماذا سيقدم العنابي في اول مشاركة له بكأس العالم؟ وماذا سيقدم ايضا وهو صاحب الملعب والجمهور. 
لابد أن نعلم أولا، أن معظم الدول التي نظمت كأس العالم بما فيها المنتخبات الاولى لم تنجح في الفوز باللقب على ملعبها، والدول التي حققت اللقب على أرضها وبين جماهيرها تعد على أصابع اليد. 
ثانيا، هناك دول ليست من التصنيف الأول استفادت من اللعب على ملعبها وبين جماهيرها مثل العنابي وحققت انجازات مبهرة، وأبرز مثال على ذلك منتخب كوريا الجنوبية الذي تأهل الى المربع الذهبي عندما استضاف مع اليابان مونديال 2022 وحصلت كوريا على المركز الرابع وهو افضل مركز للقارة الآسيوية.
الواقع يقول إن منتخبنا لابد وأن يكون هدفه الاول هو تخطي دور المجموعات وهي مهمة ليست سهلة بالمرة خاصة اذا كانت مجموعة العنابي قوية وتضم منتخبات مرشحة. 
والمعروف ان اول وثاني كل مجموعة فقط يتأهل من المجموعات الثمانية الى دور الـ 16، ونعتقد ان تخطي العنابي لدور المجموعات سيكون انجازا ونتيجة جيدة وهذا ما يجب ان يخطط له ويفكر فيه اولا، وعندما يتحقق هذا الأمر سيكون لكل حادث حديث.
خبرات عالمية
لكن هل يستطيع العنابي فعلا تخطي الدور الاول؟ نعتقد أن المهمة صعبة وشاقة لكنها ليست مستحيلة خاصة وأن هناك مؤشرات جيدة لمنتخبنا في الفترة الماضية، حيث وصل الى المركز 52 في التصنيف العالمي، وفي وقت من الاوقات كان من بين افضل 50 منتخبا في العالم حيث حل في المركز 48 خلال ديسمبر 2021.
الى جانب كل ذلك، فالعنابي ونجومه اكتسبوا خبرة جيدة في السنوات الاخيرة، بعد ان حقق الفوز ببطولة آسيا 2019، وشارك في كوبا امريكا بالبرازيل ايضا عام 2019، وشارك في تصفيات اوروبا لمونديال قطر 2022 ضمن المجموعة الاولى التي ضمت البرتغال بطل اوروبا السابق وصربيا المتأهل الى مونديال 2022 وايرلندا ولوكسبورج واذربيجان. 
كما شارك العنابي في بطولة الكأس الذهبية (الكونكاكاف) وحقق نتائج جيدة وانتصارات كبيرة جعلته يتأهل للمربع الذهبي، ويخسر من أمريكا صاحبة الملعب والجمهور في الدقائق الاخيرة وبهدف مقابل لا شيء.
وسبق الفوز بآسيا والمشاركة في كل هذه البطولات القارية المعروفة، خوض العنابي سلسلة من المباريات الودية العالمية خلال موسم 2018 كان ابرزها مع البرازيل وسويسرا والجزائر وايسلندا والاكوادور وايران والصين. كما لعب العنابي خلال المواسم الاخيرة مباريات قوية مع المنتخبات الآسيوية بتصفيات كأس العالم وكأس آسيا. 
هذه المجموعة المتميزة من المباريات الودية القوية والبطولات القارية المعروفة اكسبت العنابي ونجومه خبرات كبيرة، وثقة ايضا عالمية، لابد وأن تساعده في مشواره المونديالي، وعلى العمل من اجل تحقيق افضل النتائج والتفكير جديا في تخطي الدور الاول. 
الأرض والجمهور
هناك عامل مهم لابد وان يضيف الكثير الى منتخبنا ويساعده على تحقيق النتائج المشرفة في اول مشاركة بالمونديال، وهذا العامل هو الملعب والجمهور، صحيح ان الكرة قد لا تعترف –في بعض الاحيان – بالأرض والجمهور، لكنها في احيان كثيرة تلعب دورا مهما للغاية خاصة اذا استطاع الفريق صاحب الملعب والجمهور الاستفادة منهما، بغض النظر عن الملاعب التي تعتبر معروفة جيدة للعنابي ونجومه، فإن عامل الجمهور القطري يعتبر دافعا وورقة رابحة لابد ان يعمل العنابي على الاستفادة منها، خاصة وجمهورنا جمهور وفي، يعشق بلاده ويعشق منتخب بلاده، ويلعب دائما دورا مهما في المدرجات وفي رفع الروح المعنوية وحماس اللاعبين.

منتخبنا مطالب بالاحتكاك مع المتأهلين

تحسم قرعة مونديال قطر 2022 التي تجري اليوم الكثير من الأمور المتعلقة ببرنامج إعداد العنابي لخوض البطولة وستضع القرعة اليوم النقاط على الحروف أمام العنابي وامام جهازه الفني بقيادة الاسباني فيليكس سانشيز، من اجل جدول استعدادات ومباريات الفريق الودية التي سيخوضها خلال المرحلة المقبلة. ومن خلال القرعة اليوم سيتعرف العنابي ومدربه سانشيز ومعاونوه على المنتخبات المنافسة بمجموعتنا، وعلى ضوئها سيتم اختيار المنتخبات التي يلعب معها العنابي وديا. 
ولن تكون هناك اي عوائق امام العنابي لاختيار المباريات الودية التي تناسبه وتناسب برنامج اعداده لخوض المونديال، حيث ستكون المنتخبات الاخرى لديها الرغبة في اللعب مع منافسين من مجموعات اخرى للاحتكاك والاستعداد ايضا، وكما ستكون هناك منتخبات من قارات ومدارس مختلفة في مجموعة العنابي، ستكون هناك منتخبات من قارات ومدارس مختلفة في المجموعات الاخرى، مثل القارة الآسيوية او المنتخبات العربية التي ينتمي اليها العنابي، وبالتالي ستكون هناك منتخبات تسعى للعب مع منتخبنا قبل مواجهة المنتخبات المشابهة في مجموعاتها.
هناك امر هام ايضا يتعلق بنوعية المباريات التي يأمل منتخبنا في خوضها، ويسعى الى اللعب مع منتخبات اقوى منه بكثير من اجل تجهيزه وتجهيز اللاعبين، والفرصة متاحة للعب مع هذه المنتخبات المعروفة خاصة وان العديد منها سوف يأتي الى الدوحة مبكرا للانتظام في معسكرات إعداد على ارض الدولة المنظمة للمونديال، وستكون لهذه المنتخبات مباريات ودية قبل انطلاق المونديال للتعود على الأجواء والملاعب القطرية. 
ومن هنا يجب على العنابي وجهازه الاداري وايضا الفني وبعد أن تعرف على القرعة وعلى مجموعته ان يبدأ العمل من الان –ان لم يكن قد بدأ بالفعل وهو ما تعودناه من ادارة المنتخبات الوطنية– حتى يستطيع تأمين المباريات الودية التي يأمل في خوضها كي تسهم في إعداده خلال الخطوة الأخيرة قبل انطلاق المباريات والمونديال. 
نستطيع القول ان العنابي لم يضيع الوقت انتظارا للقرعة التي تجري اليوم، وخاض بالدوحة منذ ايام اولى مبارياته الودية للموسم الجديد امام منتخبي بلغاريا وسلوفينيا وهما منتخبان لم يتأهلا الى المونديال، لكن الاحتكاك معهما مفيد للغاية لاحتمال وجود منتخبات تشبه أداء المنتخبين البلغاري والسلوفييني ضمن مجموعتنا التي ستكشف عنها القرعة اليوم .
من المؤكد ان العنابي سيخوض معظم مبارياته الودية القادمة بالدوحة على اعتبار أن ملاعبنا جاهزة ومستعدة من جميع النواحي، لكن قد يخوض منتخبنا بعض المباريات خارج ملعبه، وإن كان من الأفضل اللعب في الدوحة لتجنب اللاعبين ارهاق وتعب السفر، وايضا للتواصل مع الجماهير القطرية والمقيمين والذين سيحرصون على مساندة ودعم العنابي.