بعد نتائجه المميّزة في التصفيات الأوروبية.. إشادة عالمية بأداء «الأدعم»

alarab
رياضة 01 أبريل 2021 , 12:38ص
الدوحة - العرب

نجحت الخطوة الأولى لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، في مشاركته التاريخية بالتصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم قطر 2022 ضمن المجموعة الأولى، التي تضم البرتغال وصربيا وأيرلندا ولوكسمبورج وأذربيجان. 
وحظيت المشاركة الأولى للعنابي في التصفيات الأوروبية بإشادة وتقدير الصحف ووسائل الإعلام والمواقع الرياضية الأوروبية والعالمية، وأيضاً صحف المنتخبات التي واجهها منتخبنا، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حققها بانتصاره على لوكسمبورج 1-0، وعلى أذربيجان 2-1، وبالتعادل مع أيرلندا 1-1، ومحققاً 7 نقاط من 9 نقاط، تساوى بها مع البرتغال بطل أوروبا والمصنف الخامس على العالم، وصربيا المصنف الـ 30 عالمياً. 
وجاءت الإشادة أيضاً بالأداء الفني الذي قدمه الأدعم في الجولات الثلاث الأولى، حيث تفوق على المنتخبات الثلاثة، وكان قريباً من الفوز أيضاً على أيرلندا في الشوط الثاني.
كما أن العنابي استطاع في مباراتين العودة إلى المباراة بعد أن تقدم عليه منتخبا أذربيجان وأيرلندا، وحوّل الأدعم تأخره في المرة الأولى إلى تعادل وانتصار على أذربيجان، وإلى التعادل في المباراة الثانية مع أيرلندا.


والعودة إلى المباريات أمر صعب وشاق، ويحتاج إلى عقلية مختلفة وإلى قدرات عالية، وأيضاً إلى ثقافة تغيير النتيجة، وهو أمر لم تتعود عليه غالبية المنتخبات العربية والخليجية وليس العنابي فقط، ويدل على تدريب العنابي على كل الاحتمالات والتوقعات التي قد تطرأ على المواجهات التي يخوضها.
ويزيد من أهمية هذا الأمر الذي ركزت عليه الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية، أن العنابي نجح في تغيير النتيجة أمام منتخبات أوروبية، خاصة المباراة الثانية أمام أيرلندا التي تعتبر أقوى وأفضل من أذربيجان، ومن الصعب على أي منتخب عربي تغيير وتحويل النتيجة أمام المنتخبات الأوروبية. 
 
العنابي بالأرقام 
لو تحدثنا بالأرقام عن رحلة العنابي سنجد أنها أرقام جيدة للغاية، خاصة في الجانب الهجومي، حيث سجل الفريق 4 أهداف في 3 مباريات، بأقل 3 أهداف عن صربيا الأقوى هجومياً «7 أهداف»، وهدفين عن البرتغال «6 أهداف».
واهتزت شباك العنابي مرتين فقط في المباريات الثلاث، حيث سجلت أذربيجان وأيرلندا هدفاً في مرمى سعد الشيب، وهو أيضاً رقم جيد وضع منتخبنا في المركز الأول قبل البرتغال، التي اهتزت شباكها 3 مرات ثم أيرلندا 4 مرات وصربيا 5 مرات.
وسجل أهداف العنابي الأربعة: حسن الهيدوس ومحمد مونتاري ولكل منهما هدفان، ويتصدر قائمة هدافي التصفيات بشكل عام حتى الآن الصربي ألكساندر ميتروفيتش برصيد 5 أهداف ثم التركي بوراك يلمظ 4 أهداف. 

مونتاري استغل الفرصة 
لم يترك محمد مونتاري فرصة عودته إلى صفوف العنابي بعد غياب طويل تمر من بين يديه بسهولة، وتمسك بها بكل قوة، وأكد أنه يستحق العودة للأدعم وأن يكون أحد مهاجميه الأساسيين.
مونتاري عاد للمنتخب بعد غياب طويل بسبب الإصابة وبسبب التراجع الفني وإعارته لأكثر من مرة، ومع استقراره في الموسم الأخير مع الدحيل وتألقه، تم استدعاؤه إلى صفوف العنابي. 
وشارك مونتاري أساسياً في مباراتي لوكسمبورج وأيرلندا، وشارك منذ الدقيقة 65 في مباراة أذربيجان، وأثبت أنه هداف جيد، حيث سجل هدفين من الأهداف الأربعة، وهو ما يمثل إضافة لهجوم العنابي بجانب هداف الفريق المعز علي. 

ثقة كبيرة قبل مواجهة صربيا والبرتغال 
منحت نتائج المرحلة الأولى من التصفيات الأوروبية، الأدعم ثقة كبيرة قبل الرحلة الثانية سبتمبر المقبل، والتي ستكون بلا شك أكثر قوة وصعوبة، حيث سيلتقي فيها مع المنتخبين القويين البرتغال وصربيا، واللذين سيضعان في اعتبارهما النتائج الأولية التي حققها العنابي، وسيعملان على تفادي أي مطبات أمام منتخبنا، رغم أن المباراتين وديتان ولا تأثير لنتائجهما على مشوار البرتغال وصربيا بالتصفيات، لكنها فلسفة المنتخبات العالمية التي تتعامل بشكل جدي مع كل المنافسين، خاصة أن المباراتين رسميتان ضمن روزنامة «فيفا» رغم أنهما وديتان.

التصنيف العالمي
إذا كان العنابي لن يستفيد رقمياً من مشاركته في التصفيات كونه يشارك كضيف ونتائج مبارياته لن تحتسب في نهاية المشوار، فإن النتائج الإيجابية في المباريات الثلاث سوف ترفع معنويات العنابي واللاعبين، وستدفعهم للمزيد من الجهد والعرق والتعب من أجل مواصلة العروض القوية والمشرفة وأيضاً النتائج الإيجابية، من أجل الاستفادة منها في التصنيف العالمي وهو أحد مكاسب الرحلة، حيث ينتظر أن يرتفع مركز العنابي في التصنيف الجديد.

استعادة اللياقة الفنية والبدنية
ساهمت المباريات الأوروبية الثلاث في إعادة منتخبنا إلى وضعه الطبيعي بشكل كبير، وإلى مستواه قبل انتشار فيروس كورونا الذي أثر عليه سلبياً، كما أثر على كل المنتخبات وعلى الكرة بشكل عام.
تشكيل العنابي في مباراتي لوكسمبورج وأيرلندا، ونهاية مباراة أذربيجان، يعيد إلى الأذهان تشكيله الاساسي الذي حقق به الفوز ببطولة آسيا 2019، وهو نجاح كبير يُحسب للجهاز الفني بقيادة الإسباني فليكس سانشيز، الذي عرف رغم كل الصعوبات كيف يحافظ على الهيكل الأساسي للمنتخب، والذي بات تشكيله معروفاً للجميع، وهي عملية معقدة وليست سهلة بالمرة، ولا يستطيع تحقيقها إلا المنتخبات القوية والمعروفة.
العودة للتشكيل الأساسي ساعدت العنابي على الظهور بمستوى جيد للغاية في تصفيات قوية مثل تصفيات القارة العجوز، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على الجهد الكبير الذي بذل خلال فترة قصيرة منذ انطلقت الاستعدادات 13 مارس الماضي، والتي ساعدت الفريق على استعادة الانسجام والتفاهم الذي افتقده رغماً عنه بسبب فيروس كورونا.

عدم التأثر بالضغط
رغم خوض العنابي 3 مباريات في أسبوع واحد وأمام منتخبات قوية ومعروفة، فإنه من الواضح أن اللاعبين لم يتأثروا بهذا الضغط، وظهروا جميعهم بحالة بدنية جيدة رغم أن سانشيز لم يجرِ تغييرات كثيرة في المباريات الثلاثة، ولم يجرِ هذه التغييرات إلا في نهاية كل مباراة باستثناء مباراة أذربيجان التي شهدت ظاهرة غير معتادة لمدرب العنابي، وهي إجراء تغييرات في وقت مبكر، وبعد أن دفع بكريم بوضياف مع الدقائق الأولى من مباراة أذربيجان بدلاً من عاصم مادبو، مما دفع أيضاً بعدها بعدة دقائق بتغييرين يعتبران بالنسبة لسانشيز مبكرين باشتراك محمد مونتاري وعبد العزيز حاتم بعد 65 دقيقة. 
لا بد من الإشارة إلى وجود عدد من اللاعبين لم يشاركوا نهائياً في المباريات الثلاث، وهو أمر طبيعي، ولا يقلل من إمكانياتهم، ويُعد وجودهم في القائمة وفي الرحلة الأوروبية تمهيداً وبداية لإعدادهم للعب في الوقت المناسب مع العنابي.