دور رائد للمكتبة الوطنية في حماية التراث

alarab
محليات 01 مارس 2022 , 12:50ص
الدوحة - قنا


نجحت مكتبة قطر الوطنية في الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط منذ اختيارها عام 2015 من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات»الإفلا»، لتكون المكتبة المركز الإقليمي لصون المواد التراثية في العالم العربي والشرق الأوسط والمحافظة عليه، وذلك قبل افتتاحها رسميا في مارس عام 2018.
وجاء تجديد الاتفاق بين»الافلا» ومكتبة قطر الوطنية مؤخرا، لفترة جديدة مدتها ثلاث سنوات تعزيزا لجهودها على مدى ست سنوات في المحافظة على التراث العربي وفي المنطقة، وبعد النجاح الكبير الذي حققته المكتبة على مدار السنوات الست الماضية التي أطلقت خلالها العديد من المشاريع والمبادرات.
وقد قامت وكالة الأنباء القطرية «قنا» بزيارة مكتبة قطر الوطنية، للتعرف على دورها في حفظ التراث العربي والإقليمي والخدمات التي تقدمها في هذا الشأن.
وقال السيد مكسيم نصرة أخصائي صيانة الكتب بإدارة المجموعات المميّزة بمكتبة قطر الوطنية، في تصريح لوكالة الانباء القطرية» قنا»،أمس،أن المكتبة لكي تؤدي دورها للحفاظ على التراث سواء تراث المكتبة او المكتبات العربية أو الإقليمية، فإنها تمتلك مجموعة من المختبرات التي تعمل على تحقيق هذه المهام، فهناك مختبر للصيانة والحفظ ومختبر علمي، بالإضافة إلى مختبرين آخرين تستخدم فيهما تقنية حديثة جدا لإزالة الحموضة من الأوراق والمقتنيات بكميات كبيرة، حيث الحموضة تعتبر من أهم المشاكل التي تؤثر على الحفظ للمقتنيات التراثية.
وأضاف اخصائي الصيانة بالمكتبة، إن دور هذه المختبرات في الأساس هو صيانة مقتنيات المكتبة الوطنية، حيث لدى المكتبة آلاف المخطوطات والصحف والصور الفوتوغرافية، وكل ما يتعلق بالتراث الوثائقي، فالحفاظ على هذا التراث يتم من خلال معالجته فيما يتعلق بالمشكلات البسيطة مثل الرطوبة والحرارة، إلى جانب الحفظ الوقائي والذي يعمل على حفظ هذا التراث في شروط بيئية مناسبة.
وتابع أن فريق مركز الحفظ مهمته الأساسية الحفظ الوقائي، ولذلك فالاختصاصيون المهتمون بحفظ هذا التراث لابد أن يكونوا دارسين لعلم المواد وتقنيات التوثيق، خاصة أن المخطوطات تتعرض للعديد من المشكلات، تتعلق منها بالظروف البيئية مثل الحرارة والرطوبة التي تؤثر على الورق أو المواد الموجودة بالورق، فتسبب تبقعات، إلى جانب الحشرات والفطريات والعفن إلى جانب الغازات الموجودة بالهواء، فالكتب بيئة مثالية للحشرات والفطريات وبالتالي تؤثر بوجود ثقوب بالمخطوطات أو تآكل في الأطراف، فضلا عن الاكسدة وتحجر الورق، كما أن الحفظ السيئ وطريقة التعامل والتخزين من قبل الأفراد، كل هذا يؤثر على المخطوطات خاصة إذا كانت بحوزة أشخاص لمئات السنين، ولذلك فالحفاظ على المخطوطات يبدأ من معالجة المشكلات الخاصة بها ثم الحفظ بطريقة صحيحة.
وحول ما إذا كان المركز يقوم بالحفظ للمخطوطات والمقتنيات لمؤسسات أخرى في قطر خلافا للمكتبة، أوضح السيد مكسيم نصرة حاليا يقوم الفريق بالحفاظ على المخطوطات الخاصة بالمكتبة، ويتم التعاون مع مختلف المؤسسات في مشاريع معينة بحيث يقوم فريق المكتبة بصيانة مشروع لمؤسسة معينة وهو ما تم مع جامعة قطر، إلى جانب أن المكتبة تقدم خدمة عبر موقعها الالكتروني، باسم»اسأل أخصائي الصيانة» ونقوم فيها بالإجابة بشكل فني عن المشكلات التي يتعرض لها التراث الخاص بالعائلات والمخطوطات والوثائق القديمة، حيث نقدم لهم المعلومات الفنية التي يمكن من خلالها الحفاظ على التراث.
وبالنسبة لدور المكتبة كمركز إقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «الافلا»، بين أخصائي صيانة الكتب في تصريحه لـ»قنا» ان المكتبة تقوم بدورها الريادي في تنسيق جهود ومبادرات الحفظ والصيانة بين الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضحا ان اختيار المكتبة لهذا الدور جاء بعد منافسة مع عدد من المؤسسات في مختلف الدول وذلك منذ 2015 ثم تم التجديد في 2018، وليتجدد الاتفاق مرة أخرى هذا العام حتى عام 2024، وذلك بناء على المشاريع التي قدمتها مكتبة قطر، والخطة الجديدة.
وأشار الى ان دور مكتبة قطر في تحقيق هذا الأمر كان في بناء القدرات والدعم الفني من خلال الدورات التدريبية التي تقدمها هذه المكتبة بشكل دائم بمقرها للتعرف على أهم التقنيات الجديدة في الصيانة والحفظ، إلى جانب تقديم منح للعديد من المكتبات، فضلا عن الانتقال بالدورات إلى مختلف البلاد فتم تقديم دورة بالمغرب لدول المغرب العربي، وأخرى بلبنان لدول الشام، وثالثة في سلطنة عمان لدول الخليج العربي وهكذا، إلى جانب تنفيذ دورات تدريبية بتقنية الاتصال المرئي، لافتا إلى قيام المكتبة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لحصر معظم المكتبات التي لديها تراث وثائقي سواء كانت مكتبات عامة او حكومية أو قطاعا خاصا، فقدمت المكتبة دعمها لمكتبات عامة وخاصة في اليمن والجزائر ومختلف الدول العربية.