باكستان.. الآلاف يحتشدون لتشييع إسلامي بارز أعدم شنقا

alarab
حول العالم 01 مارس 2016 , 02:26م
أ.ف.ب
احتشد عشرات الآلاف من أنصار إسلامي أعدم شنقا لاغتياله سياسيا إصلاحيا، لمناسبة تشييعه اليوم الثلاثاء في إسلام أباد حيث انتشرت الشرطة في المواقع الحساسة تخوفا من حصول اضطرابات.

وانتشر آلاف من عناصر الشرطة عند مفترقات الطرق الرئيسية والمواقع الحساسة في العاصمة الباكستانية ومدينة روالبندي المجاورة خاصة على طول المسار المقرر أن يسلكه الموكب الجنائزي للإسلامي ممتاز قادري الذي أعدم شنقا، على ما ذكر مسؤولون.

كان إسلاميون قد اعتبروا ممتاز قادري "بطلا" بعد أن قتل في 2011 سلمان تيسير حاكم ولاية البنجاب بسبب تأييد الأخير تعديل قانون يجرم التجديف.

ويدافع المحافظون بشراسة عن هذا القانون الذي يعاقب التجديف بالإعدام، وهو موضوع حساس للغاية في باكستان الجمهورية الإسلامية التي تضم مئتي مليون نسمة.

وتجمع حوالي خمسين ألف شخص في حديقة لياقت باغ في روالبندي حيث أقيمت صلاة الميت على ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وهتف بعض المتظاهرين "قادري دمك سيطلق الثورة" أو "عقاب المجدف هو ضرب العنق"، فيما وجه آخرون انتقادات شديدة إلى الحكومة. وكان البعض منهم مسلحا بعصي.

وجاء باكستانيون من أماكن بعيدة مثل كراتشي أو لاهور للمشاركة في التشييع.

ولفت الخبير أمير رنا إلى أن قرار السلطات إعدام قادري يسجل "لحظة حساسة في التاريخ السياسي لباكستان". وقال "إنهم لا يتركون المجال للتشدد في باكستان" مشيرا إلى خطر جعل قادري شهيدا بنظر المحافظين.

واعتبر خادم حسين المشارك في الجنازة "أن وزير العدل ورئيس هيئة الأركان والرئيس لا بد أنهم يتخوفون من اليوم الذي سيصبح فيه كل فرد ممتاز قادري".

وقال مناصر آخر يدعى محمد غياث إنه قدم من مانسيهرا بشمال غرب البلاد للمشاركة في التشييع وهو مقتنع بأن مشاركته ستسمح له بالذهاب إلى الجنة.

وقد استمرت معظم وسائل الإعلام باقتصار تغطيتها على التظاهرات كما فعلت بالأمس.

وأمس الاثنين فور انتشار خبر الإعدام فجرا نزل آلاف المتظاهرين إلى الشارع في سائر أنحاء البلاد للتعبير عن تأييدهم لقادري، دون أن يتخلل التظاهرات أي أعمال عنف.

 المدارس مغلقة
قال مسؤول في شرطة العاصمة اليوم الثلاثاء لوكالة فرانس برس "وضعنا رجالا عند مفترقات الطرق الرئيسية القريبة من المسار المقرر أن يسلكه الموكب الجنائزي وحول المباني الحساسة"، موضحا أن نحو ثلاثة آلاف شرطي انتشروا في الشارع.

كما انتشر عدد مماثل على الأقل من قوات الأمن في روالبندي بحسب مسؤول آخر.

وقال مسؤول من الأمم المتحدة إن طاقم المنظمة الدولية أرسل إلى المنزل تخوفا من وقوع حوادث.

وبقيت المدارس والجامعات مقفلة اليوم الثلاثاء بعد اختصار يوم الدراسة أمس.

كان قادري الذي كان مكلفا بحماية سلمان تيسير قد اعترف بأنه أمطره بـ 28 رصاصة في وسط إسلام اباد.

واغتيال حاكم البنجاب أرعب الطبقة السياسية المحلية شديدة التأثر أصلا بأي جدل حول دين الدولة.

وينص القانون على معاقبة التجديف بالإعدام، وغالبا ما تؤدي مجرد ادعاءات إلى تعرض أشخاص فقراء يتحدرون من الأقليات إلى الضرب حتى الموت من قبل الجمهور أو أن يكون هدفا لمتعصبين.

ويشير المنتقدون إلى أن هذا القانون غالبا ما استغل لتسوية خلافات شخصية عبر بث اتهامات كاذبة.

ولياقت باغ مكان مشبع بدلالات رمزية. ففي هذا المكان اغتيل رئيس وزراء لياقت علي خان في 1951 ثم اغتيلت بنازير بوتو التي خلفته في 2007.



م.ب/م.ب