

بيانات دقيقة تخص النشاط الرياضي بناءً على المعايير الموصى بها
نتائج القياس تساعد في تصميم وتقنين الخدمات والأنشطة التوعوية
مساهمة في توفير الخدمات الوقائية بما يتناسب مع الاحتياجات اللازمة
النشاط البدني مهم لكافة أفراد المجتمع.. و«الرعاية» تدعم كافة الفئات
تمكين المجتمع لتبني نمط حياة صحي ومتوازن ونشر الوعي
أكدت الدكتورة صدرية الكوهجي قائدة أولوية «أطفال ومراهقون أصحاء» في الإستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة العامة، ومساعد المدير الطبي لصحة الأطفال والمراهقين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أنه تم تحديد أولوية أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على الصعيد الوطني في دولة قطر، ومنها قانون قطر رقم 2 لسنة 2004 بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة الذي ينص على ضمان رعاية هذه الفئة وتوفير الحماية القانونية لهم، حتى يتمكنوا من ممارسة تحقيق حقوقهم بالتساوي مع أي شخص آخر.
وأشارت د. صدرية الكوهجي في تصريحات خاصة لـ «العرب» إلى سعي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى تعزيز جميع أشكال ممارسات الرياضة لكافة أفراد المجتمع بما في ذلك الأطفال والمراهقون وذوو الاحتياجات الخاصة، عن طريق توفير التوصيات اللازمة لاتباع نظام غذائي ذي قيمة غذائية متوازنة وممارسة الأنشطة الرياضية فيمَا يتوافق مع عمر وجنس كل فرد.
وكشفت د. الكوهجي عن قيام قسم صحة الطفل والمراهق بالرعاية الصحية الأولية بإنشاء أداة قياس مستويات الأنشطة الرياضية بين الأطفال والمراهقين، للحصول على بيانات دقيقة فيمَا يخص النشاط الرياضي، بناءً على المعايير الموصى بها لهذه الفئة. حيث تساعد نتائج قياس مستوى النشاط الرياضي في تصميم وتقنين الخدمات والأنشطة التوعوية وتوفير الخدمات الوقائية فيمَا يتناسب مع الاحتياجات اللازمة بهذه الفئة.
وقالت د. صدرية الكوهجي في تصريحات خاصة لـ «العرب»: في الإطار الوطني، تم إصدار إعلان الدوحة 2019 الناتج عن مؤتمر الدوحة الدولي حول الإعاقة والتنمية، في 7 - 8 ديسمبر 2019، بتوجيهات ورعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، الذي يعتبر نقطة مرجعية أساسية دوليا لتطوير السياسات حول حقوق الإنسان والتنمية المستدامة في سياق الإعاقة، حيث ينص الإعلان على توصيات مصممة لتلائم احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة ليتم تعديلها بشكل نشط وفقاً لذلك.
وذكرت قائدة أولوية «أطفال ومراهقون أصحاء» في الإستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة العامة، ومساعد المدير الطبي لصحة الأطفال والمراهقين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن إشراك أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في الإنتاجية المشتركة بين أفراد المجتمع خطوة لابدّ منها في كافة المجالات.
وأشارت إلى أن ممارسة الأنشطة الرياضية من قبل أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة فوائد عديدة، منها تحسين الصحة الجسدية والنفسية للأفراد وتكوين العلاقات الاجتماعية وإدماج هذه الفئة في المجتمع وأيضاً لها تأثير إيجابي على صحة الأفراد من خلال الوقاية من الأمراض الغير انتقالية.
وأضافت: علينا أن ندرك أهمية إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارسات الأنشطة الرياضية في كل من القطاعات الصحية والتعليمية والرياضية، ليتم تصميم الخدمات ذات الصلة وتكوين المراجع الإرشادية استناداً إلى الأدلة العلمية. وأيضاً يتم تعزيز ممارسة الرياضة بين أفراد هذه الفئة من خلال تثقيف أخصائيي الصحة ومدرسي التربية البدنية وإداريي القطاعات الرياضية وأصحاب القرارات المعنيين حول أهمية ممارسة الرياضة لأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
ولفتت إلى ضرورة تأمين الدعم اللازم للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل سوي وشامل، سعياً إلى شمول هذه الفئة في السياسات والإرشادات الوطنية والدولية الخاصة بالنشاط البدني في كافة القطاعات المعنية، والتركيز على تحديد الأولويات البحثية التي تشمل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، لبناء توصيات مبنية على الأدلة العلمية ليتم تطبيقها للأشخاص ذوي الإعاقة وتطوير الخدمات المتاحة لهم.
تمكين ذوي الاحتياجات
وأشادت بتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة في كأس العالم فيفا قطر 2022 فقد تم تقديم خدمات إتاحة الوصول الميسر للجماهير من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تقديم العديد منها في هذا الحدث الرياضي بدءًا من تدريب المتطوّعين المشاركين لتسهيل الوصول، وتقديم خدمات التعليق الوصفي للحفلين الافتتاحي والختامي للبطولة، وتوفير غرف المساعدة الحسيّة والمساحات الحسيّة في المناطق المخصصة للمشجعين، التي تم تصميمها لتلبية احتياجات أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة خلال هذا الحدث.
ونوّهت الدكتورة صدرية الكوهجي بأهمية تعزيز ممارسة الرياضة عند أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدى أهمية دور أصحاب القرار والمهنيين المعنيين في تسهيل الوصول إلى المنشآت الرياضية، وتوفير الأجهزة ليتم استخدامها من قبل الفئة المعنية بشكل آمن وصحيح.
وأشارت إلى أنه يكمن ضمان نجاح مبادرات الأنشطة الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة في تدريب القطاعات الطبية وغيرها من المهنيين ذات الصلة، لضمان ممارسة الإرشاد والتثقيف في أكمل وجه، وإنشاء بنية بدنية صحيّة بين أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بناءً على احتياجات وإمكانيات كل فرد منهم.
متطلبات ذوي الاحتياجات
وذكرت د. صدرية الكوهجي أن بناء المنشآت الرياضية وتصميمها وفقا لمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم مبادرة جديرة الذكر، وأكدت ضرورة تلبية احتياجاتهم من خلال تخصيص خدمات رياضية مصممة وفقاً لاحتياجات أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم النفسية والاجتماعية والجسدية والاقتصادية، كتوفير مرافق داخلية مغلقة أو خارجية، وتخصيص مدربين رياضيين وفقاً للحالة الطبية والقدرة الجسمانية لكل فرد، وتوفير برامج رياضية مخصصة إما للإناث فقط أو للرجال فقط بناءً على رغبة أولياء أمور الأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتقدم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خدمات وقائية وتوعوية تسعى إلى تحسين مختلف الجوانب الصحية لأفراد المجتمع، من خدمات تعزيز الصحة وتمكين أفراد المجتمع لتبني نمط حياة صحي ومتوازن ونشر الوعي والتثقيف الصحي باستخدام مواد تثقيفية ورسائل توعوية مصممة لتلبية احتياجات أفراد المجتمع المختلفة، والقيام بالإحالات إلى الجهات التخصصية إن لزم الأمر.