الشاعر محمد إبراهيم السادة: أتمنى بروز جيل جديد من الشعراء الشباب
الشاعر زايد كروز: المسابقة أعطت نجومية للفائزين في النسختين الماضيتين
الشاعر محمد ناصر المري: النسخة الحالية مبادرة تخدم الشعر وتتسم بروح المنافسة
انطلقت أمس المرحلة الأولى من مسابقة شاعر الجامعات في نسختها الثالثة والتي يقيمها مركز قطر للشعر «ديوان العرب» بالتعاون مع جامعة قطر والجامعات والكليات المدنية والعسكرية، في فئتي «الشعر الفصيح» و»الشعر النبطي»، وتستمر حتى مارس المقبل، على أن تقام المرحلة الثانية يوم الاثنين الموافق 7 فبراير، يعقبها المرحلة الثالثة يوم 21 فبراير، وأخيرًا تنطلق المرحلة الرابعة في الأول من مارس.
وتقاطر طلبة جامعيون بالعشرات من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة جمعهم حب الكلمة الموزونة والمقفّاة، ووحدهم حبّ لغة الضاد، على جامعة قطر من أجل المشاركة في المسابقة.
عملية الفرز
وأكد السيد شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر لـ»العرب» أن المسابقة شهدت إقبالا غير مسبوق، من أغلب جامعات الدولة المدنية والعسكرية، وأن النصوص الشعرية المشاركة في المسابقة ابداعية والمشاركات مرضية جدا، وأشار إلى أن الاقبال على المشاركات في فئة الشعر الفصيح كانت كثيرة جدا.
ووعد النعيمي الجمهور بمواهب واعدة وأوضح قائلا: من خلال عملية الفرز التي تمت يوم أمس فإنني استطيع التأكيد على أن المسابقة ستخرج مواهب واعدة في مجال الشعر.
وأشار إلى أن المشاركين كانوا من المواطنين والمقيمين على حد سواء وهو ما خلق تنوعا في النصوص والابداع. ونوّه بأن أول شرط للقبول من أجل اجتياز المرحلة الأولى، هو التوفر على عنصر «الشاعرية» لدى المشارك، والتي تؤهله وتمكنه في التدرج في مراحل المسابقة، وصولا إلى المرحلة النهائية.
وأضاف أن آلية المسابقة تعتمد على تقييم لجنة التحكيم للشعراء المشاركين على قصائد تطلب منهم، إلى أن يتم الوصول لمرحلة الـ24 مشاركا، ومنها تتم الانطلاقة بقصيدة أساسية وأبيات ارتجالية حتى الوصول إلى مرحلة الختام.
وأوضح أنه سيتم تحديد موضوع لكل مرحلة من المراحل الأربع التي ستعمل المسابقة من خلالها، على أن يتأهل في المرحلة الأخيرة 6 شعراء، بواقع 3 من النبطي و3 من الفصيح للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى في المسابقة.
وعن أعضاء لجنة التحكيم قال مدير مركز قطر للشعر للعرب أن اللجنة تتكون من أسماء ثقافية قوية وشعراء كبار منهم مبارك الخليفة، وزايد كروز، وعلي المسعودي، ولحدان بن صباح الكبيسي، ومحمد بن إبراهيم السادة.
إعجاب بالمشاركات
من جهته، أعرب الشاعر محمد إبراهيم السادة، عضو لجنة التحكيم، عن أمله أن يخرج من خلال هذه النسخة من المسابقة جيل جديد من الشعراء الشباب، مبديا في الآن ذاته، إعجابه بعدد من قصائد الشعراء المشاركين.
وحول الجمع بين الشعر الفصيح والنبطي في المسابقة، قال السادة: «لا شك أن الشعر النبطي له أوزانه وشعراؤه ومحبوه.. كما أن القصيدة الفصيحة، ليس الوزن والقافية هو من يعطيها قيمتها، بل إن الصورة الشاعرية والمعنى العميق للقصيدة، هو ما يعطيها عمقا وبُعداً آخر».
وبخصوص ما إذا كان هناك توجيه للشعراء المشاركين بنظم قصائد في أغراض معينة، لفت محمد السادة، إلى أن مسابقة «شاعر الجامعات» ليست متخصصة مثل جائزة «شاعر الرسول» المتخصصة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بل تجمع كل الأغراض سواء في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، أو القصائد الوطنية، أو قصائد وجدانية وغير ذلك من الأغراض.
بدوره، قال الشاعر زايد كروز، عضو لجنة التحكيم إن عددا من الشعراء كانوا يتهيّبون من المشاركة في المسابقة، لكن مع نجاح المسابقة في نسختيها الماضيتين، أعطى دافعا قويا لهم من أجل التقدم والتنافس على اللقب، خصوصا مدى النجومية الذي أعطته المسابقة للفائزين.
وأوضح كروز أن اللجنة المنظمة من خلال النسخة الثالثة للمسابقة، تخطو خطوات هامة من أجل التطوير والمضي بها قدما إلى مستوى أعلى من خلال وسائل الإعلام القطرية التي تزيدها إشعاعا.
منافسون
ومن الشعراء الذين جاؤوا للمنافسة على اللقب، الشاعر مسعود آل شعفول المري، الذي سيدخل غمار المنافسة في فئة الشعر النبطي بالمسابقة. وأشار مسعود إلى أن مركز «ديوان العرب» الذي ينظم المسابقة بالتعاون مع جامعة قطر، هو الداعم للساحة الشعرية في قطر سواء من خلال هذه المسابقة أو غيرها من المسابقات التي ينظمها أو يشرف عليها.
وأوضح مسعود المري، أنه سيشارك بقصيدة عن اللاجئين، راجيا أن تنال ثقة لجنة التحكيم، وتصل إلى الجميع.
وذكر أن الساحة الشعرية في قطر تحفل بالشعراء في «النبطي» وأكثرهم مبدعون، وأن تأثره ليس بشاعر معين، بقدر ما هو تأثّرٌ بالقصيدة الجزلة القوية التي تمكث في الأرض وتتناقلها الألسن.
بدوره، يرى الشاعر محمد ناصر المري، أن النسخة الحالية من المسابقة مبادرة تخدم الشعر والشعراء بشكل عام، وفيها روح المنافسة، وإثبات الشاعرية للشاعر. ولم يكشف محمد ناصر عن القصيدة أو غرضها التي سيشارك بها.
وأوضح أن لكل فئة من فئات الشعر، سواء النبطي أو الفصيح، جمهورها الخاص، حيث إن الساحة تحفل بالشعراء اللامعين، منوها إلى أن «فن الشيلات» والتغني بالقصائد، قرّبها من عامة الناس، حيث إن الكلمة العذبة عندما تمتزج مع اللحن الجميل، تساهم في انتشارها، فضلا عن «فن المحاورة» الذي يبرز موهبة الشاعر وسرعة بديهته.
يذكر أن مسابقة «شاعر الجامعات» في إطار الحرص على إثراء الحركة الشعرية في الدولة بين صفوف طلاب الجامعات والكليات العسكرية والمدنية، إيمانا من مركز قطر للشعر بدعم المواهب الشعرية، وتهيئة الأجواء الأدبية المناسبة للشعراء لإثراء الساحة بإبداعاتهم.
مشاركون من اليمن إلى نيجيريا
من الشعراء الشباب الذين يحدوهم الأمل في تحقيق نتيجة إيجابية في مسار المسابقة، عبدالملك محسن رابح من اليمن، الذي يرى أن المسابقة محفزة للشعراء الشباب، وأنه عندما اطلع عليها وعلى تفاصيلها نظم قصيدة عن الفخر بالأجداد والأنساب.
وأوضح عبدالملك رابح أن الافتخار بالأنساب والأجداد من أسباب تفتت الأمة، مشيرا إلى أن قصيدته هي دعوة للتمسك بالمحجة البيضاء التي تركنا عليها الرسول عليه الصلاة والسلام. ودأب رابح على نظم الشعر وخوض بحوره ما مكّنه من التعبير عن مكنوناته الداخلية.
وجاء الطالب طاهر مختار حسن، الذي تسلّح بحبّه للقصيدة «الخليلية»، ليسمع قوافيه للجنة التحكيم أملا في انتزاع إعجابهم والمضي قدما نحو المرحلة النهائية للمسابقة.
وقال طاهر حسن من نيجيريا، إنه ينظم الشعر منذ سنته الأولى في الجامعة، حيث يقرأ لكبار الشعراء العرب قديمهم وحديثهم، من قبيل «أبو الطيب المتنبي»، و»أحمد شوقي» و»حافظ إبراهيم» وغيرهم.
ولفت إلى أنه استشفّ الشعر أيضا من شعراء نيجيريين محليين أمثال «محمد بيلّو» و»عثمان بن فودي» و»علي مصطفى لون».
180 ألف ريال جوائز المسابقة
تبلغ قيمة جوائز المسابقة 180 ألف ريال، حيث سيحصل الفائز بالمركز الأول على مبلغ قدره 50 ألف ريال، ورمز ذهبي، فيما سيكون من نصيب الفائز بالمركز الثاني 25 ألف ريال، بينما سيحصد الفائز بالمركز الثالث 15 ألف ريال، بالإضافة إلى حصول كل فائز على اسم المسابقة وشعار «ديوان العرب»، تبعًا لدرجة فوزه، ما بين ذهبي وفضي، وذلك عن كل فئة من فئتي المسابقة، وهما الشعر النبطي والشعر الفصيح.
الفائزون في أول نسختين
في النسخة الأولى من المسابقة، وفي فرع النبط حصد الشاعر طالب العذبة المركز الأول، بينما حصل الشاعر سعود آل فطور على المركز الثاني، فيما حصد الشاعر فهد العتيبي المركز الثالث.
وفي فرع الشعر الفصيح، حصد الشاعر سلطان الكامل المركز الأول، بينما احتل المركز الثاني الشاعر أحمد عوض، فيما فاز بالمركز الثالث الشاعر محمد الأبرش.
وفي النسخة الثانية من المسابقة، وفي فرع النبط، حصد الشاعران علي بن أحمد الكواري ومتعب بن علي الصعاق المركز الأول مناصفة، بينما كان المركز الثاني من نصيب الشاعر سعيد بن حمد الدعيه. وفي فرع الفصيح، كان المركز الأول من نصيب الشاعر أحمد محمد عوض، بينما حل في المركز الثاني الشاعر محمد نجيب السيد، فيما كان المركز الثالث من نصيب الشاعر عبدالله اسماعيل.