سلطت مبادرة «حوار مع» بالملتقى القطري للمؤلفين بوزارة الثقافة الضوء على موضوع الإعلام والتوعية البيئية. وعرف الدكتور علي عفيفي علي غازي مقدم المبادرة الأستاذ محمد إبراهيم خاطر، الكاتب والباحث والمدرب، ضيف الحلقة، بأنه حاصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء، ودبلوم الدراسات الإسلامية، وقدم العديد من المحاضرات والدورات والورش التدريبية، ويعمل حاليًا المشرف العام على موقع «تعارفوا»، ومنشور له الكثير من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، ومن مؤلفاته الإعلام والتوعية البيئية، والسلامة الصحية، والإسلام والنهضة العلمية.
وقال خاطر خلال كلمته إن هناك فارقا كبيرا بين الوعي والتوعية البيئية، فالتوعية هي كل جهد يبذل لتعريف الناس بالقضايا البيئية، والمحافظة على البيئة، ويتمثل في تقديم رسالة للمجتمع؛ ليكون أكثر وعيًا بضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية، وحقوق الأجيال القادمة، وهي تأخذ أشكالا مختلفة؛ قد تكون مقروءة أو مسموعة أو الأنشطة والفعاليات في المؤسسات والمدارس والجهات التي تعنى بنشر الثقافة البيئية. وأوضح أن الوعي البيئي يكون نتاجًا لعملية التوعية، وهو ما يستقر في نفس وذهن الإنسان من الأقوال والأفعال، ويجعل ممارسته اليومية تتوافق مع حماية البيئة والحفاظ عليها.
وأكد خاطر أن الإعلام البيئي يعنى بشؤون البيئة، والتعريف بمكوناتها والأخطار المحدقة بها، والتلوث البيئي، وأبرز مظاهر غياب الوعي البيئي هو الاستهلاك المفرط في الموارد الطبيعية، وفي مقدمتها الماء، الذي يهدر جزءا من الموارد الطبيعية، ويؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من المخلفات والنفايات، التي تضر بالبيئة، وبالتالي بصحة الإنسان.
وقال إن المجتمعات تضم عددا من المؤسسات والجهات، التي تلعب دورًا مهمًا في التوعية البيئية، مثل المؤسسات التعليمية، والحكومية من خلال سن القوانين والتشريعات، التي تجرم الإضرار بالبيئة، إضافة إلى الإعلان الذي يسلط الضوء على القضايا البيئية، التي تؤثر بشكل واضح على حياة الإنسان، لافتا إلى أن التلوث البيئي قد يصل إلى الإنسان ولو كان في بيته عن طريق الماء والغذاء والهواء إذا كان ملوثًا، لذلك فالدور الأكبر لوسائل الإعلام، التي تقوم بنشر الوعي حول القضايا البيئية الملحة لكل منطقة جغرافية.
وأوضح المحاضر أن دور الأسرة رئيسي ومحوري؛ ويجب أن ينشأ الطفل منذ نعومة أظفاره على عدم إهدار الموارد الطبيعية داخل البيت، ويتعلم ترشيد الاستهلاك، خاصة الماء في حياته اليومية، فيجب أن يتعلم كيف يستخدام أقل كميات ممكنة من الماء، وأن يعرف أن هناك أماكن في العالم تعاني من صعوبة في الحصول على الماء النظيف.
وأوضح أن من بين القضايا الخاصة بمجتمعاتنا العربية هي غياب الصحافة الاستقصائية، التي تبحث عن الحقيقة، وتبرز القضايا التي لا تهتم بها بقية القوالب الصحفية.
وأوصى بضرورة إيجاد منهج تعليمي بيئي، يقدم المفاهيم البيئية الرئيسة للطفل، والتي يجب أن يدركها، وتستقر في وعيه، بالإضافة إلى الأنشطة التي يتم تنظيمها في المدارس، والمشاركة في المبادرات في المراكز المهتمة بالبيئة، والأنشطة اللاصفية؛ لتوعية الطفل بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية.
وأكد أن محافظة الإنسان على البيئة واجب ديني، لأن البشر مطالبون بعمارة الأرض، ويدخل فيها المحافظة عليها، وحمايتها والحفاظ عليها نظيفة للأجيال القادمة، وهو مفهوم يغيب عن الفلسفة الغربية، التي تجعل الإنسان سيد الكون، وفي حالة عداء مع الطبيعة، ويستنفد الطبيعة بحثًا عن المتعة، وهدفه السيطرة عليها، ولو أدى ذلك إلى حروب ونزاعات، والإضرار بحقوق الأجيال في بيئة آمنة ونظيفة، لافتا إلى أن الترشيد من المفاهيم الأساسية المرتبطة بالبيئة؛ الذي حض عليه القرآن الكريم في العديد من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة.