اليوم.. العنابي يواجه الفرنسي في نهائي مثير
رياضة
01 فبراير 2015 , 01:32ص
توضع نقطة النهاية مساء اليوم في قصة مونديال اليد بالدوحة.. القصة قد يكون ختامها مسكا يكتبه أبطال اليد القطرية الذين وصلوا إلى المبارة النهائية وموعدهم اليوم مع المنتخب الفرنسي بصالة لوسيل بداية من الساعة السابعة والربع.. في مباراة تعد بالكثير بين منتخب قطري كسر كل الأرقام والقواعد وكتب تاريخا جديدا للبطولة عندما سجل حضور أول منتخب غير أوروبي في النهائي، ولا يرضى أن يخرج هكذا دون تحقيق أي شيء بل يهدف إلى إبقاء اللقب هنا بالدوحة، وبين منتخب فرنسي له من الخبرة الشيء الكثير ويكفي أنه نال اللقب العالمي أربع مرات 1995 و2001 و2009 و2011 وهذا حتى ينفرد بزعامة العالم ويفك شراكته مع السويد ورومانيا برصيد أربعة ألقاب لكل منهم.
بالتأكيد المباراة سوف تكون بالغة الصعوبة على منتخبنا الوطني نسبة إلى قوة منافسه الذي يعد في الواقع أفضل فريق في العالم خلال الألفية الأخيرة؛ حيث بالإضافة إلى تتويجه بلقب بطولة العالم أربع مرات فقد أحرز لقب بطولة أمم أوروبا ثلاث مرات أعوام 2006 و2010 و2014، بالإضافة إلى الفوز بالميدالية الذهبية لكرة اليد في النسختين الأخيرتين من دورة الألعاب الأولمبية «بكين 2008 ولندن 2012»، علاوة على العروض القوية التي قدمها الديوك في هذه البطولة وإطاحتهم بمنتخبات قوية في الطريق نحو المباراة النهائية وآخرها إسبانيا «حامل اللقب» الذي كان ضحية فرنسا في الدور قبل النهائي، الأمر الذي يحتّم على العنابي تقديم أفضل ما لديه من مستوى اليوم إذا أراد تحقيق نتيجة إيجابية أمام منتخب قوي ومتمرس مثل فرنسا.
مصادر قوة المنتخب الفرنسي في الواقع كثيرة وأبرزها طابع اللعب السريع والسلس دون تعقيد، والاعتماد كثيرا على الهجمات المرتدة «الفاست بريك» وكذلك البنية الجسمانية القوية للاعبين وأطوالهم العالية، وهو أمر مهم سواء في الشق الدفاعي أو الهجومي؛ ففي الدفاع يمكن سد كافة الطرق أمام هجوم الفريق المنافس سواء للاختراق أو التصويب خاصة بطريقة (6-0) وفي الهجوم يكون بمقدور أصحاب القامات الطويلة التصويب البعيد من الخط الخلفي وكذلك تشكيل خطورة واضحة في الدائرة، علاوة على اللياقة البدنية العالية ووجود حارس مثل أوميير الذي يشكل مصدر قوة كبيرة وكان عاملا رئيسيا وراء الفوز على إسبانيا.. ومن هذا المنطلق فإن منتخبنا مطالب بالتعامل مع المباراة بشكل جيد ويجب عليه التركيز في الهجوم ومحاولة فتح الثغرات في الدفاع الفرنسي للمرور منها إلى المرمى، وعدم التسرع في التصويب سيما في ظل وجود حارس مثل أوميير، وفي حال فقدان منتخبنا للكرة ينبغي العودة سريعا للدفاع ومنع منافسه من تشكيل هجمات مرتدة سريعة، وكذلك يجب على الدفاع العنابي التماسك جيدا أمام الهجوم الفرنسي ومنعه من التصويبات البعيدة من خلال المراقبة الجيدة للاعبين الذي يجيدون ذلك، والأمر المهم في مباراة اليوم هو فرض منتخبنا أسلوب لعبه للقضاء على السرعة التي يتمتع بها المنتخب الفرنسي؛ لأنه إذا نجح في ذلك سيقلل كثيرا من الخطورة الفرنسية والتي تعتمد بشكل كبير على الهجمات السريعة من جهة وعلى التصويبات المباغتة في الهجمات المنظمة من جهة أخرى، ومن خلال تهدئة اللعب ومراقبة أبرز لاعبي المنتخب الفرنسي فإن فرصة منتخبنا ستكون قائمة في الفوز.
وبعيدا عن قوة المنتخب الفرنسي فإن منتخبنا يمتلك من المقومات ما يجعله قادرا على تحقيق نتيجة إيجابية، خصوصا أنه أصبح متمرسا في مواجهة المنتخبات الأوروبية التي لم تستطع الصمود أمام العنابي في هذا المونديال باستثناء إسبانيا، والعناصر التي يمتلكها منتخبنا قادرة على مجاراة الفرنسيين حيث يملك في حراسة المرمى دانييل سيريتش وجوران ستوجانوفيتش وكلاهما يشكل قوة كبيرة في صفوف العنابي وكانا من العوامل المهمة في الانتصارات السابقة خصوصا سيريتش الذي خطف الأضواء في أغلب المباريات وحصل ثلاث مرات على جائزة أفضل لاعب، وفي الارتكاز يعتمد المنتخب على كمال الدين ملاش الذي يعتبر من أبرز لاعبينا في هذه البطولة وتألق بشكل كبير في اللقاء الأخير أمام بولندا، وأما على مستوى الساعدين فيوجد قوة ضاربة متمثلة في المتألقين زاركو ماركوفيتش على الجهة اليمني ورفاييل دي كوستا وكلاهما يمتلك إمكانات كبيرة ويعدان من أبرز لاعبي منتخبنا بدليل حصول ماركوفيتش ثلاث مرات على جائزة أفضل لاعب في مواجهات شيلي وإسبانيا وبيلاروسيا، وفي المقابل حصول دي كوستا على الجائزة مرتين في لقائي سلوفينيا والنمسا على دورهما مع العنابي، وأما على مستوى الأجنحة فيعتمد منتخبنا غالبا على ألدير ميميفيتش ومحمود زكي وهما رغم أن مردودهما لم يرتقِ إلى المطلوب في معظم المباريات ولكنهما قدما مستوى مميزا في المباراة الأخيرة بالدور قبل النهائي، وعلى الدائرة يملك العنابي لاعبين مميزين وهما يوسف بن علي وبورخا فيدال مع وجود عناصر أخرى مثل حسن عواض الذي يشكل ثقلا كبيرا في الجانب الدفاعي وبيتراند روني وجوفو وحمد مددي وهادي حمدون وعبدالله الكربي، ويقف خلف اللاعبين جهاز فني كفؤ ومتمكن بقيادة الإسباني الكبير فاليرو ريفيرا الذي أثبت بالفعل أنه أفضل مدرب في العالم؛ حيث يعرف تماما كيفية إدارة المباريات والتعامل مع المنافسين، ولعل الانتصارات التي حققها العنابي على منتخبات مثل سلوفينيا والنمسا وألمانيا وبولندا تؤكد أن ريفيرا بإمكانه التعامل مع فرنسا اليوم بالطريقة التي تكفل للعنابي تحقيق الفوز.
وأخيرا فإن الثقة كبيرة في لاعبينا من أجل تقديم عرض كبير يكون مسك ختام البطولة ويضمن لهم معانقة الكأس، وبالتالي تحقيق إنجاز تاريخي ليس لقطر فحسب وإنما أيضا للعرب وآسيا.